بسم الله الرّحمن الرّحيم
وبه نستعين
الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سورة الأعراف
قال ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ : إنّها مكّيّة (١).
وقال قتادة : مكية غير قول [الله] تعالى : (وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ) [الآية : ١٦٣] إلى قوله ـ عزوجل ـ : «يفسقون» ثمان آيات (٢) وهي مائتان وستّ آيات ، وثلاثة آلاف وثلثمائة وخمس وعشرون كلمة ، وأربعة عشر ألفا وثلاث مائة وعشرة أحرف.
قوله تعالى : (المص)(١)
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : «المص : أنا الله أفصّل» ، وعنه «أنا الله أعلم وأفضل» (٣). وقد تقدّم الكلام على الأحرف المقطّعة في أوّل الكتاب.
وقال السّدّي ـ رضي الله عنه ـ : «المص» على هجاء قولنا في أسماء الله «سبحانه المصور» (٤).
قال القاضي (٥) ـ رحمهالله ـ : ليس حمل هذا اللّفظ على قولنا : أنا الله أفصل أولى من [حمله] على قوله : «أنّا الله أصلح» ، [أنا الله أمتحن ، أنا الله أملك] ؛ لأنّه إن كانت العبرة بحرف الصّاد فهو موجود في قوله : أنا الله أصلح ،] وإن كانت العبرة بحرف الميم فكما أنّه موجود في العلم فهو أيضا موجود في الملك ، والامتحان ، فكان حمل قولنا
__________________
(١) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ١٢٥) وعزاه لابن الضريس والنحاس في «ناسخه» وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس.
(٢) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ١٢٥) وعزاه لأبي الشيخ وابن المنذر عن قتادة.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٤٢٤) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ١٢٥) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.
وأخرجه الطبري (٥ / ٤٢٤) عن سعيد بن جبير.
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٤٢٤) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ١٢٦) وزاد نسبته لابن أبي حاتم.
(٥) ينظر : تفسير الفخر الرازي ١٤ / ١٣.