فمن مجيء الأول قوله : [المتقارب]
٢٦٠٨ ـ .......... |
|
إلى ذلك الخلف الأعور (١) |
ومن مجيء الثاني قول حسان : [الطويل]
٢٦٠٩ ـ لنا القدم الأولى عليهم وخلفنا |
|
لأوّلنا في طاعة الله تابع (٢) |
وقد جمع بينهما الشّاعر في قوله : [الرجز]
٢٦١٠ ـ إنّا وجدنا خلفنا بئس الخلف |
|
عبدا إذا ما ناء بالحمل خضف (٣) |
فاستعمل السّاكن والمتحرك في الرّديء.
ولهذا قال النّضر : يجوز التّحريك والسّكون في الرّديء ، فأمّا الجيد فبالتحريك فقط ووافقه جماعة من أهل اللّغة ، إلّا الفرّاء وأبا عبيد ، فإنّهما أجاز السكون في الخلف المراد به الصالح ، و «الخلف» بالسّكون فيه وجهان ، أحدهما : أنّه مصدر ، ولذلك لا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنّث ، وعليه ما تقدّم من قوله :
٢٦١١ ـ إنّا وجدنا خلفنا بئس الخلف (٤)
وإمّا اسم جمع «خالف» ك : ركب لراكب ، وتجر لتاجر.
قاله ابن الأنباري : وردّوه عليه ، بأنّه لو كان اسم جمع لم يجر على المفرد ، وقد جرى عليه واشتقاقه إمّا من الخلافة ، أي كلّ خلف يخلف من قبله ، وإمّا من خلف النبيذ يخلف أي : فسد.
يقال : خلف النّبيذ يخلف خلفا وخلوفا ، وكذلك الفم إذا تغيّرت رائحته ومن ذلك الحديث «لخلوف فم الصّائم» (٥).
وقوله : «ورثوا» في محل رفع نعتا ل «خلف» ويأخذون حال من فاعل ورثوا.
وقرأ الحسن البصري : ورّثوا بضمّ الواو وتشديد الرّاء مبنيّا لما لم يسمّ فاعله ، والمعنى انتقل إليهم الكتاب من آبائهم وهو التّوراة ، ويجوز أن يكون : يأخذون مستأنفا أخبر عنهم بذلك.
وقوله : عرض هذا الأدنى.
__________________
(١) ينظر : الدر المصون ٣ / ٣٦٦ ، والمحرر الوجيز ٢ / ١٩٥.
(٢) ينظر : ديوانه (٢٤١) ، الطبري ١٣ / ٢٠٩ ، البحر ٤ / ٤١٣ ، الدر اللقيط ٤ / ٤١٥ ، الدر المصون ٣ / ٤٦٦.
(٣) ينظر : البحر ٤ / ٤١٤ ، القرطبي ٧ / ٣١١ ، اللسان : حفف ، الدر المصون ٣ / ٣٦٦.
(٤) تقدم.
(٥) أخرجه البخاري (٤ / ١٢٥) كتاب الصوم : باب فضل الصوم حديث (١٨٩٤) ومسلم (٢ / ٨٠٦) كتاب الصيام : باب فضل الصيام حديث (١٦١ / ١١٥١) من حديث أبي هريرة.