أصحاب المتاجر من الصلحاء عليها ، وكان يصدر أمره بتوزيعها من قبله على مستحقّيها وعلى سائر المشاريع المخصّصة لها (١).
قال آية الله العظمى الشيخ الأراكي دام ظلّه : أنا أعتقد أنّ حدوث الحوزة العلميّة بقم ، وإجراء ما أخبر به الائمة المعصومون «عليهمالسلام» من غروب العلم من الكوفة وطلوعه في قم على يد المرحوم الشيخ عبد الكريم كان من بركات وعنايات سيّد الشهداء (عليهالسلام). وحكى في ذلك قصّة عجيبة ، والقصّة هكذا : حكي عن الحجّة الحاجّ آغا حسن فريد عن أبيه الحجّة الحاجّ آغا مصطفى زميل المترجم له «قدسسرهما» أنّ المترجم له «رحمهالله» رأى ليلة ـ حينما كان قاطنا في كربلاء قبل هجرته الثانية إلى أراك وقم ـ أنّه ناداه مناد لا يرى شخصه : إنّك ستموت بعد ثلاثة أو عشرة أيّام على الخلاف في النقل ، ثمّ إنّه «رحمهالله» لم يعتن بذلك ونسيه ، وكان مشتغلا باشتغالاته العلميّة ، حتّى إذا كان يوم الخميس خرج مع عدّة من زملائه إلى البساتين التي حول كربلاء ولم يلبث هناك شيئا حتى أخذه البرد الشديد وارتعدت فرائصه ولم يمنعه عن البرد لبس الألبسة ، فأركبوه ووصل البيت بشق النفس وهو على أردإ حال. ثمّ اشتدّ مرضه حينا بعد حين حتّى يئسوا منه ، ووجد نفسه في حالة الاحتضار إذ جاءه الملك الموكّل بقبض الأرواح لقبض روحه ، فتذكر ما رأى في المنام ، فتوجّه في تلك الحالة إلى حضرة سيد الشهداء (عليهالسلام) قائلا : يا أبا عبد الله أعلم أنّ الموت حقّ ولكن يديّ صفر من الزاد ليوم المعاد. ألتمس منك الدعاء لتمديد عمري إلى أن لمقرّي واعدّ له عدّة ، فجاء ملك آخر وقال للأول : ارفع يدك عنه فقد مدّ في عمره بدعوة أبى عبد الله الحسين ، فوجد في نفسه قوة وطلب الماء وفرح أهله والحاضرون حوله ممّا رأوه فرحا شديدا ، بعد ما كانوا قبل لحظات يبكون عليه. ثمّ زال المرض عنه بسرعة من غير معالجة.
وكان الشيخ الحائري رحمهالله متمسكا بالائمة الأطهار (عليهمالسلام) ، وكان في مقدّمة من خرج من أهل العلم بأمر السيّد الشيرازي في أيّام عاشوراء ، وهو يردد أشعارا
__________________
(١) ـ طبقات أعلام الشيعة : ج ٣ ، ص ١١٥٩ ، ١١٦٠.