عليهم كان مطلعها :
يا علي المرتضى غوث الحجى كهف الورى |
|
قم مغيثا ، آلك الأمجاد عن حد الظبى |
فرأى الإمام المظلوم أبا عبد الله (عليهالسلام) ، فأعطاه شيئا من السكّر (نقل) ، وكان عذوبة بيانه في الدرس وحلاوة محضره في خارج الدرس من آثار تلك العناية الحسينيّة. «انتهى كلام آية الله العظمى الأراكي».
سمت مكانة الحائري في نفوس الشعب الايرانى المسلم وغيره ، وغطّت شهرته علماء ايران على الإطلاق ، وصارت له حوزة علميّة يعتدّ بها ، وكيان تعقد عليه الآمال ، وصار كعبة الوفّاد ، وأصبحت قم شرعة الوارد ونجعة الرائد ، وثنيت له وسادة الزعامة والقيت إليه مقاليد الامور ، وأناط به أهل الحلّ والعقد ثقتهم ، وأجمعوا على تقديمه وتعظيمه. وقد اتفقت بعض الوقائع والحوادث في أوائل هجرته إلى قم ساعدت على دعم شخصيته وبناء كيانه وإبرازه إلى الوجود كزعيم روحي له وزنه ومقامه.
إبعاد علماء العراق : منها : أنّ المصلح الكبير الحجّة المرحوم الشيخ مهدي الخالصي عند ما احتجّ على الاستكبار البريطاني لعدم وفائه بما قطع على نفسه من الوعود للشعب العراقي بالاستقلال نفته الحكومة العراقيّة في ١٢ ذي القعدة سنة ١٣٤١ ه إلى ايران ، فنهض العلماء تأييدا له واحتجّوا على تبعيده فقامت الحكومة الملكية العميلة بنفي مجموعة منهم أيضا ، منهم الحجج السيّد أبو الحسن الاصفهاني ، والميرزا محمّد حسين النائيني ، والسيّد على الشهرستاني ، والسيّد عبد الحسين الحجّة وغيرهم من العلماء ، واحتجّ آخرون على نفي هؤلاء العلماء فخرجوا من العراق مغضبين.
زار الشيخ الخالصي مدينة قم ورحل منها إلى خراسان فسكنها إلى وفاته ، وتفرّق الآخرون في البلاد. أمّا الاصفهاني والنائيني فقد كانا يومئذ أكبر علماء النجف وأشهر مراجعها فاستقبلا من الحدود من قبل مختلف طبقات الشعب ، وفي طليعتهم العلماء ، وأمر الحائري رجال العلم باستقبالهم على مسافة من قم ، وجاء أحمد شاه القاجاري إلى قم ومعه رجال دولته ، فصار دار الحائري مهبطا لهم.
[قال آية الله العظمى الأراكي : «انّما جاء أحمد شاه إلى قم قبل مجيئهما ، وأمّا عند مجيئهما فقد جاء من قبله رضا خان وكان حينذاك رئيس الوزراء لأحمد»].