مستقل واما غير مستقل.
واما قولك : هذان من صفات اللحاظ فلا يصح تقسيم الملحوظ والمعنى اليهما فممنوع بكليته ، ألا ترى ان المفهوم اللابشرط يمتاز عن المشروط بشيء او بلا شيء مع ان ما به الامتياز امر ذهني ، وكذا الكلي والمصداق يتمايزان بأخذ التعرية عن الخصوصيات في الاول دون الثاني ، مع ان التعرية امر ذهني ، وكذا الحال في العام المجموعي والاستغراقي ، فكما يذكر ذلك عند تقسيم الملحوظ في عداد قسامة فيقال : ان من اقسام الملحوظ الانسان المعرّى والغير المعرّى ، وكذا الانسان المطلق والمقيد ، فكذلك حال الاستقلال وعدم الاستقلال في مقامنا ، وكما ان وصف التعرية والاطلاق لا بدّ من غض العين عن حيث ذهنيتهما حتى يصح الانطباق على الخارجيات ، ولا يوجب ذلك زوالهما رأسا ، بل اذا نظر الناظر بنظرة ثانية الى ما في النظرة الاولى يحكم بان هذا الذي تصوره هذا المتصور معرّى عن الخصوصيات مثلا ، فهكذا الحال في المقام ، ولهذا يمكن الاشارة الى القيد في النظرة الثانية ، فيقال هذا الابتداء الذي لاحظه هذا اللاحظ يكون كلّا على غيره وعارضا عليه.
واما قولك : ان اللحاظ عارض الملحوظ «الخ» ففيه ان عروض الوجود على الماهية ليس عروضا على الحقيقة ، وإلّا فليزم في الوجود الخارجي ايضا ثبوت الماهية اوّلا ثم عروض الوجود عليه ، وهو واضح الفساد.
واما قولك : انه يوجب تصورا آخر «الخ» ففيه ان عنوان الاستعمال وان كان متأخرا عن ذات المعنى لانه يحدث بالتلفظ مع الارادة ، لكن اللحاظ الذي يعتبر في الاستعمال ليس كلحاظ السامع متأخرا عن عنوان الاستعمال ، بل المتكلم يلحظ المعنى ثم يتلفظ ، ولا يحتاج الى لحاظ آخر متعلق بما يلفظ باللفظ واستعمله فيه ، فهذا اللحاظ متأخر عن المعنى لكنه غير محتاج اليه في الاستعمال ، والذي يحتاج اليه في الاستعمال وهو اللحاظ الاول غير متأخر عن المعنى ، بل قد عرفت ان الماهية ليست امرا وراء الوجود الخارجي او الذهني.
(*٩ ، ص ٣٦) قوله «دام ظله» والثاني انه لما كان المأخوذ فيها كونها آلة «الخ» حاصل تقرير هذه الشبهة بتقريب آخر ان الكلية تحتاج الى التعرية عن الخصوصيات ، والمعنى الحرفي اذا عرى عنها يخرج عن حقيقته ، لانه حينئذ يصير مستقلا ، وقد كان الاندكاك ماخوذا في حقيقته وماهيته حسب ما قررت من انه مما يتفاوت به الملحوظ لا كيفيات اللحاظ فقط ، وهذا اشكال يختصّ بالمعنى الحرفي ولا يجري فيما يرادفه من الاسماء كالابتداء ، وليس كالاشكال الاول جاريا في كليهما.
والجواب انه وان كان الاندكاك مأخوذا في حقيقته ، لكن خصوصيات الطرفين غير