يتوارى القرص ويقبل الليل ثمّ يزيد الليل ارتفاعا وتستتر عنا الشمس ، وترتفع فوق الجبل حمرة ، ويؤذن عندنا المؤذنون ، أفاصلى حينئذ وافطر إن كنت صائما؟ او انتظر حتى يذهب الحمرة التى فوق الجبل؟ فكتب الى : أرى لك ان تنتظر حتى تذهب الحمرة وتأخذ بالحائطة لدينك ، الخبر (١).
ومنها خبر التثليث المروى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والوصى وعن بعض الائمة عليهمالسلام ، ففي مقبولة ابن حنظلة الواردة في الخبرين المتعارضين بعد الأمر باخذ المشهور منهما وترك الشاذ النادر معللا بقوله عليهالسلام فان المجمع عليه لا ريب فيه قوله عليهالسلام : «انما الامور ثلاثة» امر بين رشده فيتبع ، وامر بين غيّه فيجتنب ، وامر مشكل يرد حكمه الى الله ورسوله ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : حلال بين ، وحرام بين ، وشبهات بين ذلك ، فمن ترك الشبهات نجى من المحرمات ، ومن اخذ بالشبهات وقع في المحرمات وهلك من حيث لا يعلم (٢).
ومنها ساير الاخبار الآمرة بالاحتياط في الدين ، مثل ما ورد من قول امير المؤمنين عليهالسلام لكميل ابن زياد «رضى الله عنه» : اخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت (٣) وامثال ذلك.
والجواب اما عن الصحيحة فبان قوله عليهالسلام : «اذا اصبتم بمثل هذا» يحتمل ان يكون اشارة الى السؤال ، يعنى اذا سألتم عن مثل هذه الواقعة من الوقائع المشكوك فيها ولم تدروا حكمها فعليكم بالاحتياط ، ويحتمل ان يكون اشارة الى نفس الواقعة يعنى اذا ابتليتم بالوقائع المشكوك فيها فعليكم بالاحتياط ، وعلى الاول يحتمل ان يكون المراد من قوله عليهالسلام : «فعليكم
__________________
(١) الوسائل ، الباب ١٦ من ابواب المواقيت ، الحديث ١٤.
(٢) الوسائل ، الباب ١٢ من ابواب صفات القاضي ، الحديث ٩.
(٣) الوسائل ، الباب ١٢ من ابواب صفات القاضي ، الحديث ٤١.