وارتفاع الموانع وهم يسألون (١) قبل وبعد.
وفيه نظر ، لأن السؤال قد يكون لزيادة القبول أي زيادة لازمة ، أعني الثواب أو على وجه الانقطاع إلى الله تعالى.
( السادس ) قوله تعالى ، « إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ » (٢) فظاهره أن غير المتقي لا يتقبل منه ، مع أن عبادته مجزية بالإجماع.
وفيه نظر ، لأن بعض المفسرين قال : يراد من المؤمنين لأن الإيمان هو التقوى قال تعالى « وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى » (٣).
سلمنا لكن المراد من المتقي في ذلك العمل بحيث لا يكون ذلك العمل على غير التقوى كما يحكى عن الشيخ أبي جعفر مؤمن الطاق أنه مر معه بعض رؤساء العامة في سوق الكوفة على بائع رمان ، فأخذ العامي منه رمانتين اختلاسا ثمَّ مر على سائل فدفع إليه واحدة ثمَّ التفت إلى أبي جعفر وقال : عملنا سيئتين وحصلنا عشر حسنات فربحنا ثمان حسنات. فقال له : أخطأت ، إنما يتقبل الله من المتقين (٤).
( هداية ) كل عبادة أريد بها غير الله تعالى بل ليراه الناس متصفا بها أو ليجلب نفعا منهم أو يدفع ضررا لا من حيث العبادة فهي الرياء ، وأما دفع الضرر بعبادة التقية فليس برياء ، وكذا دافع الضرر بترك الصلاة والصيام.
( الرابعة ) وكل عبادة علم سببها وشك في فعلها وجب فعلها إن كانت واجبة واستحب إن كانت مستحبة ، كمن شك في الطهارة بعد تيقن الحدث ، وفي فعل
__________________
(١) في ص : يسلمون.
(٢) سورة المائدة : ٢٧.
(٣) سورة الفتح : ٢٦.
(٤) الاحتجاج ٢ / ١٢٩ ، البحار ٤٧ / ٢٣٨ ، عن الصادق صلوات الله عليه.