ومنها : ترك المعالجة عند الأطبّاء ، وغيرهم ، ما دام اندفاع المرض مرجوّ بسهولة ، فعن الصادق عليهالسلام : «أنّ البدن بمنزلة البناء قليله يجرّ إلى كثيره» (١) ، وعنه عليهالسلام : «من ظهرت صحّته على سقمه ، فعالج نفسه بشيء ، فمات فأنا إلى الله منه بريء» (٢).
ثمّ الرجوع إلى الطبيب مع الحاجة مندوب وليس بواجب ، وليس تعبّديّاً كالرجوع إلى الفقيه في الأحكام الشرعيّة ، بل المدار على المظنّة ، فلو ظنّ الضرر بدوائه حرم التداوي عنده ، وإذا قوي الظنّ بالعجائز والتجارب في بعض الأمراض كان الرجوع إليهنّ أولى.
ومنها : المحافظة على الحمية والاحتياط في المأكل والمشارب ، والتحرّز عن المؤذيات من حرّ أو بردٍ أو هواء أو رطوبة ، ونحوها ؛ وربما وجب ، وبمضمونه قضى الطبّ والشرع.
ويجب الفرار من جميع ما يظنّ ترتّب الهلاك عليه من جدار منهدم أو خطر من ظالم ، أو طاعون ، أو غيره من الأمراض أو حيوان مفترس أو غير ذلك ، ولكن يقصد الفرار إلى الله لأمن الله. وما ورد من النواهي محمول على اختلاف المقاصد.
ومنها : تمريضه والقيام بخدمته ، وربما وجب كفاية مع اضطراره إلا مع ظنّ السراية ، فعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم «من قام على مريض يوماً وليلة بعثه الله تعالى مع إبراهيم الخليل على نبيّنا وعليهالسلام ، وجاز على الصراط كالبرق اللامع» (٣).
والأولى ما دام له شعور أن يؤثر في تمريضه الأرحام المماثل مقدّماً على غيره ، ثمّ الأقرب مقدّماً على غيره ، ثمّ المماثل من غيرهم أولى من غيره ، فإن غلب عليه المرض ، وذهب شعوره كان الوليّ أولى به.
ومنها : عيادته ، فإنّها مستحبّة للرجال ، وربما وجبت حيث يكون إهمالها باعثاً على
__________________
(١) علل الشرائع : ٤٦٥ ح ١٧.
(٢) الخصال : ٢٦ ح ٩١.
(٣) أعلام الدين : ٤٢٠ ، ثواب الأعمال : ٣٤١.