وروى أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لمّا دمعت عيناه على ابنه إبراهيم : «تدمع العين ويوجع القلب ، ولا نقول ما يسخط الربّ» (١). وروى أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بكى على إبراهيم ولده ، وعلى بعض أصحابه (٢).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما كان من حزن في القلب أو في العين ، فإنّما هو رحمة ، وما كان من حزن باللسان أو باليد ، فإنّما هو من الشيطان» (٣).
وعن الصادق عليهالسلام : «إنّ إبراهيم خليل الرحمن على نبيّنا وآله وعليهالسلام سأل الله سبحانه ابنة تبكيه بعد موته» (٤) إلى غير ذلك من الأخبار ، والله وليّ التوفيق.
القسم الرابع : غسل مسّ الأموات
ويتحقّق بمسّ بدن إنسان (٥) بارد بعد الموت (٦) ، ولم يسبق بتغسيل ولا بحكمه ، أو مسّ بعض منه متّصل به حلّته الحياة أو لا ، عدا الشعر ، بما حلّته الحياة أو لا ، عدا الشعر كما ينبئ عنه حكمه في غسل الجنابة ، مع ما دلّ على أنّ غسل الميّت كغسل الجنابة ، أو من أقسامه أو منفصل عنه من عظم مجرّد أو متّصل بلحم ، ونحوه المنفصل عن حيّ ما لم يكن سنّاً مجرّداً عن اللحم.
ولو انفصل من بدن الماسّ جزء لا يخلو من العظم تعلّق به غسل الموت دون المسّ ، ولو أُريد وصله أو كان خالياً من العظم سقط الغسلان على تأمّل في الأوّل ، كما يسقط غسل الجنابة وغيره عن المنفصل ، تعلّق به غسل الموت أو لا.
ولا فرق في الجزء المحكوم بتغسيله من عظم مجرّد أو متّصل بلحم بين البارد منه وغيره ، وجزء الميّت في الحيّ قبل انفصاله بمنزلة الحيّ.
__________________
(١) مسكّن الفؤاد : ٩٤.
(٢) مسكن الفؤاد : ٩٥.
(٣) مسكّن الفؤاد : ٩٤.
(٤) التهذيب ١ : ٤٦٥ ح ١٥٢٤.
(٥) في «ح» زيادة : ميّت.
(٦) في «ح» زيادة : ممّا حلّته الحياة