القسم التاسع : الذاكرة
بعد أن كانت ناسية قد عملت على وفق حال نسيانها أو لم تعمل ولها صور :
منها : أن تكون ناسية لتمام حالها ذاكرة له كذلك ، فهذه إن لم تكن عملت فالحكم ظاهر ، وعلى العمل تنظر إلى ما عملت ، فإن وجدته موافقا فلا شيء عليها ، وإن وجدته مخالفاً قضت ما يجب قضاؤه ، وليس عليها شيء فيما فوّتت على الزوج.
ولو ظهر فساد حكمها بالطهر وقد طلّقت فيه ، أو بالحيض وجامعها فيه ، فالظاهر صحّة الطلاق فيها ، أمّا لو طلقها محكوماً عليها بالحيض ، ثمّ ظهر الطهر فالظاهر البطلان.
ولو شهد عدلان بما يوافق أو يخالف فهي بحكم الذاكرة. وفي قبول العدل الواحد ولو كان امرأة وجه قويّ ، ومثل ذلك جار في باقي أقسام الذاكرة.
ومنها : أن تذكر بعض الوقت مع البقاء على نسيان العدد ، فإن كان المذكور من الأوّل كسراً أو يوماً أو يومين أضافت إليه ممّا بعده بما يكمل الثلاثة ؛ لأنّه حيض بيقين ، أو من أخره كذلك أكملت ممّا قبله.
وإن كان الوسط حقيقة أكملت من الطرفين متساويين ، وإلا قدّمت شيئاً وأخّرت شيئاً في الجملة ، ونظرت في موافق الوصف ومخالفه في التتمّة في وجه قويّ. فإن اتّحد الدم تخيّرت ، والأولى ترجيح الأوّل ، وكانت في الزائد كما لو ذكرت ما يوافق أقلّ الحيض أو يزيد عليه بحكم المضطربة ؛ هذا إذا شخّصت بعض الوقت وبقيت على نسيان العدد.
ومنها : أن تذكر بعض الوقت وتمام العدد ، وهذه إمّا أن تشخّص الوقت ، فيلزمها التحيّض فيه ، فإن علمته أوّلاً أو وسطاً أو آخراً أكملت العدد من بعد أو من قبل أو من الطرفين ؛ وإلا رجعت إلى الوصف فإن لم يمكن تخيرت ، والأولى مراعاة الأوّل وإن لم تشخّصه لكن عيّنته في وقت يزيد عليه فإن ساوى العدد ونصف الوقت أو نقص عنه جائها حكم المضطربة فتلحظ الوصف مع الإمكان والأولى مراعاة الأوّل كما إذا كان