ولعلّ السرّ فيه : أنّ الرجاء له حالان مراعاة اللطف وحده ، ومع وزنه مع الذنوب ؛ وللخوف حال واحد ، وهو مراعاة الذنوب وحدها.
والمراد من الخوف بالنسبة إلى الأنبياء والأوصياء ما يترتّب على الأهوال لأعلى الاحتمال) (١).
وستر عورته ، وكتمان معايبه ، ورفع القذارات عنه ، وحسن الظنّ به حتّى لو صدرت منه كلمة كفر حملت على الهذيان.
وأمره بحسن الظنّ وتلقينه وهو التلقين الأوّل الشهادتين ، وجميع الاعتقادات الإسلاميّة والإيمانيّة ، والإقرار بالأئمّة واحداً واحداً ، والتبرّي من أعدائهم ، وينصّ على بعض أسماء خاصّة ، وحسن الظنّ بالله ، والاعتماد على شفاعة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام.
ويستحبّ أن يتبع باللسان ، فإن عجز فبقلبه محرّكاً للسانه ، ومشيراً بيديه أو رأسه وعينيه ، فإن قصر عن الكلّ اقتصر على التصديق بقلبه ، وإن كان به صمم أو ثقل في سمعه ، فُهّمَ بالإشارة إن أمكن ، فإن تعذّر ذلك اجتزئ بمجرّد التلاوة ، وكذا الحال في كلّ تلقين.
وكذا يستحبّ تلقينه لفظ «لا إله إلا الله» فقد ورد أنّ من كانت آخر كلامه دخل الجنّة (٢) ، وكلمات الفرج ، وأحوط صورها «لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العليّ العظيم سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع ، وما فيهنّ وما بينهنّ وربّ العرش العظيم وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين» (٣).
وتلقينه قول : «اللهمّ اغفر لي الكثير من معاصيك ، واقبل منّي اليسير من طاعتك» (٤).
__________________
(١) ما بين القوسين زيادة في «ح».
(٢) المحاسن ١ : ١٠٢ ح ٧٨ دعوات الراوندي : ٢٥٠ ح ٧٠٣ ، البحار ٨١ : ٢٤١.
(٣) الكافي ٣ : ١٢٤ ، الفقيه ١ : ٧٧ ، المقنعة : ٧٤ ، التهذيب ١ : ٢٨٦.
(٤) الكافي ٣ : ١٢٥.