«أنساك الله العافية ، ولا أنساك الشكر عليها».
وأن يكون بعد كلّ ثلاثة أيّام ، والظاهر احتساب المكسور منها ، وروى : «يوم ، ويوم لا» (١) وأن يترك عيادته ، ويخلّي بينه وبين أهله إذا طال مرضه ، أو يعتوره الإغماء أو الضعف بحيث يحتاج إلى رفق ، وأن يترك الأكل عنده لئلا يحبط أجره ، وأن يسأله الدعاء.
ويستحبّ السعي في حوائجه ، فعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من سعى في حاجة مريض قضاها أولا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه» (٢) وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أيضاً : «إنّه لا عيادة في دمل ولا ضرس ولا رمد» (٣) ، والظاهر الحمل على رفع شدّة الندب ، وقد يرجّح للعوارض أشدّ رجحان.
ويُستحبّ للمريض وأوليائه أن يأذنوا لإخوانهم المؤمنين بالعيادة ففي الحديث : «إنّ في ذلك أجراً عظيماً للمريض والأولياء والعوّاد» (٤) وأن يلتمس الدعاء منهم ، فإنّه ربما دعوا فيستجاب لهم فيه ، وأن يستشفي بالتربة الحسينيّة من دون أن يزيد على مقدار حِمّصة ، ويكفي الأخذ من مطلق الحرم ، وكلّما قرب إلى القبر الشريف كان أفضل مع المحافظة على الدعاء ، والكيفيّة الخاصّة ، وأن يستعمل الصدقات.
وأن يلتمس الدعاء خصوصاً من الأولياء والأرحام ولا سيّما الأُمّهات والآباء ، وينبغي لوالدته أن ترقي على مكان مرتفع ، والأولى أن يكون بالليل ، وتنشر شعرها ، وتتضرّع ، وتبكي أو تتباكى وتطلب من الله السرور بعافيته ، كما سرّها بحمله وولادته.
ويستحبّ للعراقي وأوليائه إرسال شخص ورعٍ إلى كربلاء ؛ ليدعو له بالشفاء تحت قبّة سيّد الشهداء. وربما جرى في أهل الأماكن البعيدة إذ يرجى حصول الأثر بمجرّد انصراف الداعي عن مكانه متوجّهاً إلى مقصده.
__________________
(١) أمالي الصدوق : ٣٥١ ، تنبيه الخواطر ٢ : ٢٦٣.
(٢) معدن الجواهر للكراجكي : ٣٣ ، مجمع الزوائد ٢ : ٣٠٠.
(٣) الكافي ٣ : ١١٧ ، مكارم الأخلاق : ٣٦٠.
(٤) السرائر ٣ : ٥٩٦ ، البحار ٨١ : ٢١٨ ح ١٢.