ونقل الصدوق في الفقيه عن أبيه أنّه قال في رسالته : لا تصلّ خلف أحد ، إلّا خلف رجلين ، أحدهما من تثق بدينه وورعه ، وآخر تتّقي سيفه وسطوته وشناعته علىٰ الدين ، إلىٰ آخره (١) . وهذا يقتضي عمله بقول أبيه ، وهو مضمون بعض الأخبار في الجملة .
وروىٰ عن إسماعيل الجعفي ، أنّه قال لأبي جعفر عليهالسلام : رجل يحبّ أمير المؤمنين عليهالسلام ولا يتبرّأ من عدوّه ، ويقول هو أحبّ إليّ ممن خالفه ، قال : « هذا مخلط وهو عدو فلا تصلّ وراءه ، ولا كرامة ، إلّا أن تتّقيه » (٢) وطريقه إلىٰ إسماعيل فيه كلام كإسماعيل ، إلّا أنّ رواية الصدوق لها مزيّة كما سبق (٣) ، ورواه الشيخ (٤) بطريق خال من الارتياب الذي في طريق الصدوق ، إلّا في إسماعيل ، وفيه ابن مسكان ، وأظنّ أنّ أمره هيّن ، وعلىٰ كل حال فهو مؤيّد لرواية الصدوق .
وروىٰ الصدوق أيضاً خبر عمر بن يزيد (٥) ، وليس في طريقه ارتياب . وروى الخبر السابق عن الشيخ المتضمن للمجهول والمغالي مرسلاً ، بهذه الصورة : وقال الصادق عليهالسلام : « ثلاثة لا تصلّىٰ خلفهم ، المجهول والمغالي ، وإنْ كان يقول بقولك » (٦) إلىٰ آخره . ومزيّته ظاهرة . وروىٰ خبر سعد بن إسماعيل (٧) السابق من الشيخ .
__________________
(١) الفقيه ١ : ٢٤٩ .
(٢) الفقيه ١ : ٢٤٩ / ١١١٨ ، الوسائل ٨ : ٣٠٩ أبواب صلاة الجماعة ب ١٠ ح ٣ .
(٣) في ج ١ : ٨٢ وج ٣ : ٣٠ وج ٦ : ٣٢٧ ، ٣٧٧ .
(٤) التهذيب ٣ : ٢٨ / ٩٧ .
(٥) الفقيه ١ : ٢٤٨ / ١١١٤ .
(٦) الفقيه ١ : ٢٤٨ / ١١١١ ، الوسائل ٨ : ٣١٥ أبواب صلاة الجماعة ب ١١ ح ٤ وفيهما : الغالي ، بدل : المغالي .
(٧) الفقيه ١ : ٢٤٩ / ١١١٦ .