عن الصادق عليهالسلام ، أنّه قال : « لمّا مات آدم عليهالسلام فبلغ إلىٰ الصلاة عليه فقال هبة الله لجبرئيل : تقدّم يا رسول الله فصلّ علىٰ نبي الله ، فقال جبرئيل عليهالسلام : إنّ الله أمرنا بالسجود لأبيك فلسنا نتقدّم أبرار ولده وأنت من أبرّهم ، فتقدّم فكبر خمساً عدّة الصلوات التي فرضها الله عزّ وجلّ علىٰ اُمّة محمّد صلىاللهعليهوآله ، وهي السنّة الجارية في ولده إلىٰ يوم القيامة » (١) .
وهذا الخبر ربما يقتضي الوجوب وإنْ كان في البين كلام ، غير أنّ عدم الخلاف يسهّل الخطب . ومن هنا يعلم أنّ ما عساه يقال من أنّ بعض الأخبار الدالّة علىٰ أنّ صلاة الجنازة استغفار (٢) (٣) ، لا يخلو من دلالة علىٰ عدم وجوب ما سوىٰ المذكور ؛ يدفعه ما ذكرناه ، مضافاً إلىٰ وجوب غير ما ذكر بلا ريب فيما يعلم .
وبالجملة : فالمقصود ممّا قلناه مجرّد التنبيه علىٰ حقيقة الحال ، ليتّضح ما يأتي من المقال .
أمّا السابع : فما ذكره الشيخ في توجيهه أوّلاً لا يخلو من وجاهة وإنْ بعد عن الظاهر .
أمّا ما قاله من حمل الأربع علىٰ التقية فقد يتوجه عليه أنّ الخبر إذا كان واحداً فحمل بعضه علىٰ التقية والبعض علىٰ وجهٍ يوافق المذهب الحقّ مستبعد .
وجوابه أنّ من أهل الخلاف من قال بالخمس (٤) ، علىٰ ما يقتضيه
__________________
(١) الفقيه ١ : ١٠٠ / ٤٦٨ ، الوسائل ٣ : ٧٦ أبواب صلاة الجنازة ب ٥ ح ١٣ .
(٢) الوسائل ٣ : ٥٩ أبواب صلاة الجنازة ب ١ .
(٣) في « فض » زيادة : ونحو ذلك .
(٤) حكاه في شرح النووي عن ابن أبي ليلى ، ( إرشاد الساري ٤ ) : ٢٨٥ .