وجه التعيّن ، وذكر التسبيح لبيان أنّه ينبغي كونه ملحوظاً علىٰ أنّه أحد الفردين للواجب ، وحينئذٍ لا يتمّ القول بأنّ النهي للكراهة .
قلت : ولِما ذكرت وجه أيضاً ، إلّا أنّه خلاف الظاهر ، هذا .
ولا يخفىٰ صراحة الخبر في ضميمة الدعاء إلىٰ التسبيح فيندفع به تخيل عدم مشروعيته ، بل احتمال وجوبه علىٰ تقدير التسبيح له وجه ، وقد مضىٰ القول في ذلك (١) .
إذا عرفت هذا فاعلم أنّ الصدوق في الفقيه روىٰ الرواية الاُولىٰ (٢) ، وظاهره العمل بها ، فما نقله العلّامة (٣) لعلّ مراده به الصدوق ، ويحتمل الشيخ ، لاعتماد العلّامة علىٰ قول الشيخ في الاستبصار .
ثم إنّ ما تضمّنه الخبر الثاني من التجافي ( قد سمعت قول شيخنا قدسسره أنّه مستحب (٤) ، ولعلّ الوجه فيه عدم القول بالوجوب ؛ ثم إنّ التجافي ) (٥) لا ينافي ما دلّ علىٰ التشهد للمسبوق في غير محلّه ، وربما يستفاد من قوله : « فليلبث قليلاً بقدر ما يتشهد » أنّ زيادة المستحبات في تشهده غير مشروعة ، بل ربما تنافي المتابعة ، إلّا أنْ يقال : إنّ التشهّد يشمل مستحباته ، أو يقال : إنّ الأمر غير معلوم الوجوب ، لما مضىٰ .
وما تضمّنه من قوله : « ولا تجعل أوّل صلاتك آخرها » محتمل لاُمور ، أظهرها ما يأتي (٦) من الشيخ .
__________________
(١) في ج ٥ : ١٩٢ .
(٢) الفقيه ١ : ٢٥٦ / ١١٦٢ .
(٣) في ص ٢٠٢ .
(٤) تقدّم في ص ٢٠٢ .
(٥) ما بين القوسين ساقط عن « م » .
(٦) في ص ٢٠٦ ، ٢٠٧ .