يروي ومن رواه ، وليعلم من اعتقادي فيه أني لا أرىٰ بأساً باستعماله (١) ، انتهىٰ .
وقد ذكرت في معاهد التنبيه ما لا بُدّ منه في المقام ، والحاصل أنّه ينبغي أنْ يُعلم أنّ ذكر الوقف من الصدوق قد يُستغرب في الظاهر ؛ لأنّ الأخبار المودعة في الفقيه أكثرها عن سماعة وزرعة ، فإنْ كان اعتماده كما هو الظاهر منه ومن المتقدمين علىٰ القرائن المقتضية لصحّة الخبر ، فلا وجه لذكر الوقف ، بل لو فرض عدم الوقف ولم ينضمّ إلىٰ الخبر ما يوجب صحّته فهو مردود . وإنْ كان اعتماده علىٰ الأسانيد وصحّتها علىٰ اصطلاح المتأخرين فالموجود بخلاف ذلك ، كما يعلم من مراجعة الكتاب وأسانيده .
ثم إنّ الشيخ المعلوم منه في الكتابين اعتماده علىٰ القرائن في العمل بالخبر ، وقد أورد هذه الرواية مع غيرها ، فإنْ لم يكن علىٰ ذلك من القرائن ما يوجب الصحّة خالف طريقته ، وإنْ وجدت نافىٰ قول الصدوق . .
والذي يخطر في البال أنّ القرائن التي اعتمد عليها الشيخ لم يكتف بها الصدوق أو لم تحصل له ؛ إذ مرجعها إلىٰ الوجدان ، ولا مانع من حصولها لبعضٍ دون بعض ، غاية الأمر استبعاد حصول القرائن للمتأخر مثل الشيخ ولم تحصل للمتقدم كالصدوق .
ثم إنّ ذكر الوقف في الفقيه كأنّ الوجه فيه بيان الاحتياج إلىٰ زيادة القرائن ، بخلاف ما إذا كان الرجل خالياً من الوقف ( وشبهه ) (٢) فإنّ القرائن المطلوبة حينئذٍ تكثر ، وقد نبّهنا علىٰ هذا في أوّل الكتاب (٣) وغيره .
__________________
(١) الفقيه ٢ : ٨٨ / ٣٩٧ .
(٢) ما بين القوسين ليس في « م » .
(٣) في ج ١ : ٤٩ ـ ٥٠ .