أمّا دلالته علىٰ بقاء (١) ركعتي الفجر إلىٰ أن ينشق الفجر فلها ظهور ، واحتمال إرادة الفجر الأوّل بعيد . وما تضمنه من قوله : « مائة ركعة سوىٰ هذه الثلاث عشرة » قد قدّمنا فيه القول في الخبر الأوّل في أوّل الباب (٢) فلا ينبغي الغفلة عنه .
والثالث : يدل علىٰ أنّ صلاة كلّ يوم وليلة ألف ركعة في شهر رمضان مرغب فيها . واحتمال إرادة كل يوم وليلة من شهر رمضان وغيره بعيد عن ظاهر الخبر ، لكن فيما تقدم ما يدل علىٰ ذلك . وما تضمنه في كيفية فعل الثلاثين يقتضي أنّ التخيير فيها علىٰ ثلاث مراتب ، أوّلها : فعل اثنتي عشرة بعد المغرب وثماني عشرة بعد العشاء ، وثانيها : فعل اثنتين وعشرين بعد المغرب وثماني ركعات بعد العشاء ، وثالثها : فعل ثماني ركعات بعد المغرب واثنتين وعشرين بعد العشاء كما لا يخفىٰ ، والأمر سهل إذا ثبت الأصل .
والرابع : كما ترىٰ بلفظ « صلّىٰ » في النسخة التي نقلت منها ، والظاهر منه العود إلىٰ النبي صلىاللهعليهوآله ، وفي نسخة « صلّ » بالأمر ، وعلىٰ النسخة الاُولىٰ « اغتسل » علىٰ صيغة الماضي ، وعلىٰ الثانية أمر ، ولفظ « صلّىٰ » الثانية كالاُولىٰ ، وأمّا الثالثة فالنسخ متّفقة علىٰ الأمر ولعلّه قرينة علىٰ الجميع .
ثم الضمير في قوله : « وصلّ فيهما » يعود إلىٰ ليلة إحدىٰ وعشرين وثلاث وعشرين لما تقدم في خبر الجعفري (٣) .
__________________
(١) في « فض » زيادة : وقت .
(٢) في ص ٣٤٤ .
(٣) راجع ص ٣٣٩ .