الذي لم يبلغ الحلم أنْ يؤمّ القوم وأنْ يؤذّن » (١) والخبر الثاني من الباب يؤيد ذلك ، وحملُ الشيخ المذكور هنا يريد به حصول البلوغ بغير الحلم ، فيحمل ما دلّ علىٰ الجواز علىٰ ذلك ، وما دلّ علىٰ المنع يحمل علىٰ غير ذلك ، وهو مَن لم يبلغ أصلاً .
ولا يخفىٰ أنّ الحمل علىٰ الكراهة في حيّز المنع ؛ لأنّ التصريح بفساد صلاة من خلفه يأبىٰ الكراهة ، وكذلك الخبر السابق مع زيادة التهذيب (٢) ، ولو حمل الفساد علىٰ استحباب الإعادة ازداد البعد ، فما ذكره بعض الأصحاب من إمكان الجمع بالكراهة (٣) ؛ محل تأمّل ، كحمله بعض أخبار المنع علىٰ عدم شروط الإمامة أو بعضها .
هذا علىٰ تقدير الاعتماد علىٰ الأخبار ، أو الاعتماد علىٰ التوجيه المنقول ، وتصير الأخبار مؤيدة ، وإلّا أمكن أنْ يقال : ما ذكره شيخنا قدسسره في فوائد الكتاب من أنّ الرواية مطابقة لمقتضىٰ الأصل من وجوب القراءة علىٰ المصلّي إذا لم يعلم المسقط ، ولم يعلم مع الائتمام بغير البالغ .
وما عساه يقال : إنّ عموم أخبار الجماعة تتناول الصبي المميز ؛ محل بحث ، وفي المعتبر ـ بعد نقل تأويل الشيخ ـ قال : وليس هذا التأويل بجيّد ؛ لتوارد الروايتين علىٰ صفةٍ واحدة ، مع تنافي الحكم ، لكنّ الأولىٰ العمل برواية إسحاق ؛ لعدالته ، وضعف طلحة ، ولأنّ ذلك أظهر في الفتوىٰ بين الأصحاب ، وهو نوع من رجحان (٤) ، انتهىٰ .
__________________
(١) الكافي ٣ : ٣٧٦ الصلاة ب ٥٦ ح ٦ ، الوسائل ٨ : ٣٢١ . أبواب صلاة الجماعة ب ١٤ ح ٣ .
(٢) راجع ص ٧٤ ، ٧٨ .
(٣) مجمع الفائدة والبرهان ٣ : ٢٤٥ .
(٤) المعتبر ٢ : ٤٣٦ .