والصلاة هنا الثناء أو العطاء والمنحة التي هي من آثار الرحمة والرضوان فيستدعي أن يكون عطاء إبراهيم أو الثناء عليه فوق الثناء على محمد أو مساويا له وليس كذلك وإلا لكان أفضل منه.
والواقع خلافه ، فإن الدعاء إنما يتعلق بالمستقبل ونبينا « صلىاللهعليهوآله » كان الواقع قبل هذا الدعاء أنه أفضل من إبراهيم عليهالسلام. وهذا الدعاء يطلب فيه زيادة على هذا الفضل مساوية لصلاته على إبراهيم ، فهما وإن تساويا في الزيادة إلا أن الأصل المحفوظ خال عن معارضة الزيادة ، وهو جواب أحمد بن إدريس المالكي.
وفيه نظر ، لأن ذلك بناء على أن الزيادة أمر يحصل بدعائنا ، وقد قال علماء الكلام في باب الدعاء حيث قسموه إلى أقسامه : إن هذا القسم من أقسام الدعاء تعبد ونفعه عائد إلى الداعي ، لأن الله تعالى قد أعطى نبيه « صلىاللهعليهوآله » من علو القدر وارتفاع المنزلة ما لا يؤثر فيه دعاء داع ، فحينئذ يصير هذا كالإخبار عما أعطى الله تعالى نبيه « صلىاللهعليهوآله » كما يشهد به القرآن العزيز والسنة القويمة والأخبار لا توقع فيه.
وأجيب بوجوه أخر :
الأول ـ أن المشبه به المجموع المركب من الصلاة على إبراهيم وآله ومعظم الأنبياء هم آل إبراهيم والمشبه الصلاة على نبينا « صلىاللهعليهوآله » وآله عليهمالسلام وآل محمد صلوات الله عليهم ليسوا بأنبياء (١) فكانت الصلاة على آل إبراهيم أبلغ من الصلاة على آل محمد ، فإذا قوبل آله بآل إبراهيم رجحت الصلاة على آل إبراهيم على الصلاة على آله عليهالسلام ، فيكون الفاضل من الصلاة على آل
__________________
(١) معظم أنبياء آل إبراهيم هم أنبياء بني إسرائيل وقد ورد في الحديث عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل فعلم من هذا أن آل محمد صلوات الله عليهم أفضل من أنبياء بني إسرائيل بلا خفاء وشبهة.