وبعض الروايات أنه « صلىاللهعليهوآله » قال لو كان جريح فقيها لعلم أن أجابه أمه أفضل من صلاته.
وهذا الحديث يدل على قطع النافلة لأجلهما ، ويدل بطريق الأولى على تحريم السفر ، لأن غيبة الوجه فيه أعظم ، وهي كانت تريد النظر إليها والإقبال عليها.
( الثامن ) كف الأذى عنهما وإن كان قليلا بحيث لا يوصله الولد إليهما ، ويمنع غيره من إيصاله بحسب طاقته.
( التاسع ) ترك الصوم ندبا إلا بإذن الأب ، ولم أقف على نص في الأم.
( العاشر ) ترك اليمين والعهد إلا بإذنه أيضا ما لم يكن في فعل واجب أو ترك محرم ، ولم نقف في النذر على نص خاص. إلا أن يقال : هو يمين يدخل في النهي عن اليمين إلا بإذنه.
تنبيه :
بر الوالدين لا يتوقف على الإسلام ، لقوله تعالى ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً ) (١) ( وَإِنْ جاهَداكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وَصاحِبْهُما
__________________
فاجرة وقعدت عند صومعته قد أخذها الطلق فادعت أن الولد من جريح ففشا في بني إسرائيل أن من كان يلوم الناس على الزنا قد زنى وأمر الملك بصلبه ، فأقبلت أمه إليه فلطمت وجهها فقال لها : اسكتي إنما هذا لدعوتك. فقال الناس لما سمعوا ذلك منه : وكيف لنا بذلك؟ قال : هاتوا الصبي فجاءوا به فأخذه ، فقال : من أبوك؟ فقال : فلان الراعي لبني فلان ، فأكذب الله الذين قالوا ما قالوا في جريح فحلف جريح ألا يفارق أمه يخدمها.
(١) سورة العنكبوت : ٨.