لدين أو دنيا ، وأن يترك وحده ويستمرّ الحكم إلى جميع أحواله حتّى يدفن على الأقوى وحضور من تضح بوَرس أو زعفران.
والظاهر كراهية حضور كلّ من تلبّس بلباس الغافلين عن الآخرة ، ومسّ بدنه ، والبكاء عنده ، والتخلية بينه وبين النساء خوف الهجوم عليه ، وارتفاع الأصوات ، وكثرة الضجيج وربما حرمت ، لاشتمالها على الأذيّة وربما بعثت على حلول المنيّة ، ويستحبّ اجتناب جميع ما يبعث على عدم احترامه ، وربّما حرم في بعض أقسامه.
المبحث الثالث : في حال خروج الروح من البدن
ينجس بدن غير المعصوم بمجرّد خروج الروح منه ، سواء فيه بدن المؤمن وغيره ، وينجس ما أصابه برطوبة مؤثّرة مع الحرارة والبرودة ، ولا يلزم شيء فيما لاقاه بيبوسة إلا مع البرودة ، فيلزم معها غسل المسّ ، ويبقى الماسّ على طهارته ، كما مرّ في محلّه.
ويستحبّ في تلك الحال للوليّ أو مأذونه أو غيرهما ، مع فقدهما ، في المؤمن تغميض عينيه ، وشدّ لحييه ، ومدّ يديه إلى جنبيه ، وإطباق فمه ، واستمرار ذلك مع إمكانه إلى أن يستره الكفن أو القبر ، وتغطيته بثوب حتّى يشرع في تجهيزه.
وجميع ما ذكر ممّا يطلب نفس وجوده دون التقرّب به يجزي لو صدر من أيّ فاعل كان ، ولو من طفل أو بقصد الرياء ، وأن لا يترك وحده ، وأن يقال عند خروجها منه : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون اللهمّ اكتبه عندك في المحسنين ، وارفع درجته في عليّين ، واخلف على عقبه في الغابرين ، ونحتسبه عندك يا ربّ العالمين» (١).
والإسراج عنده ليلاً ، واستمرار ذلك في محلّ موته إكراماً ، وقراءة القرآن عنده ، خصوصاً السور والآيات التي ذكرت في الاحتضار ، وتعاطي ما يبعث على احترامه من حسن مكانه وفراشه وغطائه وغيرها ما لم يشتمل على زهرة الدنيا المبغوضة عند أهل الله ، وهذا جار في جميع أحواله.
__________________
(١) المقنع (الجوامع الفقهيّة) : ٥.