______________________________________________________
المفيد وغيره ، ونسب إلى المشهور وحمله على المفصل ـ كما صنع العلامة رحمهالله ـ لا تساعده كلماتهم ، ومجرد كون المفصل أقرب إلى تفسير أهل اللغة لا يجدي في حمله على المفصل ، مضافاً إلى ما عرفت من الشهيد وغيره من حكاية اتفاق لغوية الخاصة على المعنى المشهور ، وغيرهم بين موافق للمشهور وقائل بأنهما العظمان الناتيان في جانبي الساق ، فكيف يكون المفصل أقرب إلى حد أهل اللغة؟!. نعم عن الكشاف وطراز اللغة : « إن كل من أوجب المسح قال : إنه المفصل بين الساق والقدم ». لكن على هذا يكون عين ما ذكر أهل اللغة ، لا أنه أقرب إليه. مع غرابة حكايتهما كحكاية الرازي والنيشابوري. وأما ما رواه زرارة عن أبي جعفر (ع) : أنه (ع) مسح على مقدم رأسه وظهر قدميه (١). فلا يصلح لتعيين الكعب ، لإهماله. مع أنه لا يصلح لمعارضة صحيح البزنطي عن أبي الحسن الرضا (ع) « عن المسح على القدمين كيف هو؟ فوضع كفه على الأصابع فمسحها إلى الكعبين إلى ظاهر القدم » (٢) فان الظاهر أن الغاية الثانية تفسير للأولى ، فيكون الكعب متحداً مع ظاهر القدم في المقدار ، وما في رواية ميسرة عن أبي جعفر عليهالسلام الواردة في الوضوء البياني ، قال فيها : « ثمَّ مسح رأسه وقدميه ثمَّ وضع كفه على ظهر القدم ، ثمَّ قال : هذا هو الكعب. قال : فأومأ بيده إلى أسفل العرقوب ، ثمَّ قال : هذا هو الظنبوب » (٣). وحسنته عنه (ع) : « الوضوء واحد » (٤) ووصف الكعب في ظهر القدم. ( والمناقشة ) في الأول : بأن المراد من الظاهر
__________________
(١) تقدمت قريباً في هذه الحاشية.
(٢) الوسائل باب : ٢٤ من أبواب الوضوء حديث : ٤.
(٣) الوسائل باب : ١٥ من أبواب الوضوء حديث : ٩.
(٤) الوسائل باب : ٣١ من أبواب الوضوء حديث : ١.