قال : أبوك (١).
ذكر الأم مرتين ، وفي رواية أخرى ثلاثا فقال بعض العلماء : هذا يدل على أن للأم إما ثلثي الابن (٢) على الرواية الأولى أو ثلاثة أرباعه على الرواية الثانية وللأب أما الثلث أو الربع ، فاعترض بعض من المستطيعين (٣) بأن هنا سؤالان :
الأول ـ أن السؤال بأحق عن أعلى رتبة البر فعرف الرتبة العالية ، ثمَّ سأل عن الرتبة التي تليها بصيغة ثمَّ التي هي للتراخي الدالة على نقص رتبة الفريق الثاني عن الفريق الأول في البر ، فلا بد أن يكون الرتبة الثانية أخفض من الأولى [ وكذا الثالثة أخفض من الثانية ] (٤) فلا يكون رتبة الأب مشتملة على ثلث البر وإلا لكانت الرتب مستوية وقد ثبت أنها مختلفة فنصيب الأب أقل من الثلث قطعا أو أقل من الربع قطعا فلا يكون ذلك الحكم صوابا.
الثاني ـ أن حرف العطف يقتضي المغايرة ، لامتناع عطف الشيء على نفسه ، وقد عطف الأم على الأم.
الثالث ـ أن السائل إنما سأل ثانيا عن غير الأم فكيف يجاب بالأم؟ والجواب يشترط فيه المطابقة.
وأجاب عن هذين بأن العطف هنا محمول على المعنى كأنه لما أجيب أولا بالأم ، قال : فلمن أتوجه ببري بعد فراغي منها. فقيل له : للأم وهي مرتبة ثانية دون الأولى كما ذكر أولا ، فالأم المذكورة ثانيا هي المذكورة أولا بحسب
__________________
(١) راجع الكافي ٢ / ١٥٧ ، البحار ٧٤ / ٢٢. ونص الرواية أخرجها البخاري في صحيحه في « باب من أحق الناس بحسن الصحبة » من كتاب الأدب.
(٢) في القواعد : على أن للأم إما ثلثي الأب.
(٣) في القواعد : بعض المستضعفين.
(٤) في ص ليس ما بين القوسين.