لا مع العلم بالمخالفة [١].
______________________________________________________
عن يمينه ، فدخل عليه أبو بصير فقال : يا أبا عبد الله ما تقول فيمن شك في الله تعالى. قال (ع) : كافر يا أبا محمد. فقال : فشك في رسول الله (ص) فقال (ع) : كافر. ثمَّ التفت إلى زرارة ، فقال : إنما يكفر إذا جحد » (١) وفي رواية أخرى « لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا » (٢) وقريب منهما غيرهما.
[١] لان القول ملحوظ طريقاً إلى عقد القلب ، فلا يكون حجة مع العلم بمخالفته له. نعم ظاهر بعض النصوص الاكتفاء في صدق الإسلام بمجرد القول باللسان. ففي صحيح حمران : « الايمان ما استقر في القلب وأفضي به إلى الله تعالى ، وصدقه العمل بالطاعة له ، والتسليم لأمر الله. والإسلام ما ظهر من قول أو فعل ، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها ، وبه حقنت الدماء ، وعليه جرت المواريث ، وجاز النكاح. » (٣) ، ونحوه غيره. ولذا قال في الجواهر ـ في مبحث نجاسة الكافر ـ : « يستفاد من التأمل والنظر في الاخبار خصوصاً ما ورد (٤) في تفسير قوله تعالى ( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا ) (٥) : أن الإسلام قد يطلق على مجرد إظهار الشهادتين والتلبس بشعار المسلمين ، وإن كان باطنه واعتقاده فاسداً ، وهو المسمى بالمنافق » ، وحكى فيها عن شرح المفاتيح أن الاخبار بذلك متواترة. وهو غير بعيد ،
__________________
(١) الوسائل باب : ١٠ من أبواب حد المرتد حديث : ٥٦.
(٢) الوسائل باب : ٢ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ٨.
(٣) الوافي باب : ١ من أبواب تفسير الايمان والإسلام حديث : ٢.
(٤) راجع الوافي باب : ١ من أبواب تفسير الايمان والإسلام.
(٥) الحجرات : ١٤.