سواء كانت القربة مستقلة والرياء تبعاً [١] أو بالعكس ،
______________________________________________________
حبط عملك وبطل أجرك ، فلا خلاص لك اليوم » (١) ، وفي صحيح ابن جعفر (ع) : « يؤمر برجال الى النار .. ( إلى أن قال ) : فيقول لهم خازن النار : يا أشقياء ما كان حالكم؟ قالوا : كنا نعمل لغير الله ، فقيل لنا : خذوا ثوابكم ممن عملتم له » (٢). وفي رواية السكوني : « إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به ، فاذا صعد بحسناته يقول الله عز وجل : اجعلوها في سجّين إنه ليس إياي أراد به » (٣) ، ونحوها غيرها. فلاحظ الأبواب المعقودة لها في أوائل الوسائل (٤). والتحريم ينافي العبادة ، لامتناع التقرب بما هو مبعد ، واعتبار صلاحية المقربية في ما هو عبادة من القطعيات ( ودعوى ) : أن الرياء المحرم لا ينطبق على العمل الخارجي ، وإنما ينطبق على مجرد القصد. خلاف ظاهر النصوص ، بل ينبغي أن يكون بطلان العمل المرائي فيه من ضروريات مدلولها. ومنه يظهر ضعف ما عن السيد رحمهالله من صحة العمل وسقوط الثواب ، لأن نفي قبول العمل أعم من عدم الاجزاء. وجه الضعف : أنه لا ينحصر الدليل على البطلان بما دل على نفي القبول. مع أن إطلاق نفي القبول يلازم البطلان. فتأمل.
[١] الإجماعات على عبادية الوضوء لا تقتضي البطلان في هذه الصورة ، بناء على عدم منافاة الضميمة للعبادية إذا كانت تابعة للقربة ، فينحصر الدليل على البطلان فيها بالأدلة اللفظية من الكتاب والسنة الدالة على حرمة
__________________
(١) الوسائل باب : ١١ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١٦.
(٢) الوسائل باب : ١٢ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ١.
(٣) الوسائل باب : ١٢ من أبواب مقدمة العبادات حديث : ٣.
(٤) راجع الوسائل باب : ٥ ، ٨ ، ١١ ، ١٢ ، وغيرها من أبواب مقدمة العبادات.