الجواد عليهالسلام ، وما ذكرت لا يدفعه .
إذا عرفت هذا ، فاعلم أنّ النجاشي قال في علي بن النعمان : روىٰ عن الرضا عليهالسلام ، وأخوه داود أعلىٰ منه ، وابنه الحسن بن علي وابنه أحمد رويا الحديث : وكان علي ثقة وجهاً ، إلىٰ آخره (١) .
وقد يظن أنّ قوله : وكان علي . . . يدل علىٰ أنّ ما ذكره في محمّد بن عبد الحميد من أنّه ابن سالم العطار أبو جعفر روىٰ عبد الحميد عن أبي الحسن موسىٰ عليهالسلام ، وكان ثقة ، إلىٰ آخره (٢) . يرجع إلىٰ توثيق محمّد لا إلىٰ عبد الحميد كما ظنه جدّي قدسسره (٣) ووجه الدلالة يتضح بالملاحظة لطريقة النجاشي .
واحتمال أنْ يقال : إنّ التصريح في علي بن النعمان بالذكر يدل علىٰ أنّ الإطلاق لا يكون كذلك . يمكن دفعه : بأنّ التصريح ربما كان قرينة علىٰ ما قلناه ؛ وقد قدمنا القول في هذا (٤) ، وإنّما أعدناه لما لا يخفىٰ .
وممّا يتعلق بالمقام فائدة لا بأس بالتنبيه عليها ، وهي أنّ ما ذكره النجاشي من : أنّ داود أعلى منه ـ على ما يظهر ـ أنّ المراد علوّ السنّ ، لأنّه قال في ترجمة داود : أخو علي بن النعمان ، وداود الأكبر روىٰ عن أبي الحسن موسىٰ عليهالسلام (٥) .
وهذا صريح بأنّ غرضه بالعلوّ في ترجمة علي بن النعمان ما ذكرناه ، حيث إنّ علي بن النعمان روىٰ عن الرضا عليهالسلام فيما قاله النجاشي ، فأراد
__________________
(١) رجال النجاشي : ٢٧٤ / ٧١٩ .
(٢) رجال النجاشي : ٣٣٩ / ٩٠٦ .
(٣ و ٤) راجع ج ١ :٢١٢ .
(٥) رجال النجاشي : ١٥٩ / ٤١٩ .