٣٦٩٠ ـ وروى سماعة بن مهران (١) قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : « الرجل منا يكون عنده الشئ يتبلغ به (٢) وعليه دين أيطعمه عياله حتى يأتيه الله عزوجل بميسرة فيقضي دينه؟ أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسب ، أو يقبل الصدقة (٣)؟ فقال : يقضي بما عنده دينه ولا يأكل أموال الناس إلا وعنده ما يؤدي إليهم إن الله عزوجل يقول « ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ».
٣٦٩١ ـ وروى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : « من حبس حق امرئ مسلم وهو يقدر على أن يعطيه إياه مخافة من أنه إن خرج ذلك الحق من يده أن يفتقر ، كان الله عزوجل أقدر على أن يفقره منه على أن يغني نفسه بحبسه ذلك الحق (٤).
٣٦٩٢ ـ وروى إسماعيل بن أبي فديك (٥) ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهماالسلام قال : « إن الله عزوجل مع صاحب الدين حتى يؤديه ما لم يأخذه مما يحرم عليه » (٦).
٣٦٩٣ ـ وروي عن بريد العجلي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : « إن علي دينا لأيتام وأخاف إن بعت ضيعتي بقيت ومالي شئ ، قال : لا تبع ضيعتك ولكن
__________________
(١) رواه الكليني في الكافي ج ٥ ص ٩٥ في الصحيح عنه.
(٢) يعنى يتوسل به إلى المعاش ، والبلغة ما يتبلغ من العيش ، وتبلغ بكذا اكتفى به.
(٣) بميسرة أي سعة ، وضمن الاستقراض معنى الحمل أي حال كونه حاملا ثقل الدين على ظهره ، وفى التهذيب « خيب الزمان » وهو بمعنى الحرمان والخسران ( الوافي ) و قال المولى المجلسي قوله « أو يقبل الصدقة » عطف على « يستقرض » أي إذا أدى دينه مما في يده فلابد من أحد الامرين اما الاستقراض أو قبول الصدقة فكأنه يعتذر لاكل ما في يده فأجاب عليهالسلام بأنه يؤدى ولا يستقرض لعدم الوجه بل يتوكل على الله ويقبل الصدقة.
(٤) أي كان قدرة الله تعالى على افقار ذلك الحابس أشد من قدرة ذلك الحابس على اغناء نفسه بحبس ذلك الحق فضمير منه راجع إلى الحابس.
(٥) إسماعيل بن أبي فديك معنون في المشيخة والطريق إليه ضعيف بمحمد بن سنان.
(٦) أي يقصد عدم الأداء أو يكون ثمن محرم أو ربا مثلا. ( م ت )