وله صلوات الله عليه :
كتاب أصول الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه :
سألت يا بني ، فهمك الله ونفعك ، عما ندين الله به ، ولا يسع أحدا من المكلفين جهله ، من معرفة الأصول من توحيد الله وعدله ، وإثبات وعده ووعيده ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإثبات الإمامة في المصطفين من آل نبي الله عليهالسلام :
التوحيد
فإنا ندين بأن الله واحد أحد ، ليس كمثله شيء ، ولا له ند من الأشياء ولا ضد ؛ لأن الند لما يناده مكاف ، والضد لما يضاده مناف ، وليس من الأشياء ما يكافيه ، ولا يضاده فينافيه. وأنه ليس بجسم محدود ، ولا شبح مماثل ، وأنه بكل مكان على غير اجتنان ، ولا كينونة ، وكذلك قال تبارك وتعالى : (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ) [الحديد : ٤] ، وقال : (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا) [المجادلة : ٧] ، وقال عزوجل : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق : ١٦] ، وقال : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) [الزخرف : ٨٤] ، مع آيات كثيرة تدل على أنه لا يحتاج إلى المكان ، وأنه بكل مكان مدبر ، وأنه كان قبل كل مكان وحين وأوان ، وأنه كان ولا سماء ولا أرض ، ولا عرش ولا كرسي ، ولا كلام ولا صوت ، ولا حروف. وأنه كان قبل التوراة والإنجيل والقرآن ، وأن القرآن أنزله على نبيه عليهالسلام ، وأنشأه ، وخلقه ، ووصله ، وفصله ، وألفه ، وأحدثه ، وأنه يقدر أن يذهب به ،