قال الإمام أبو طالب عليهالسلام في كتابه الإفادة في تاريخ الأئمة السادة بعد حكاية هذه القصة : وإنما قال ذلك [يعني القاسم عليهالسلام] لأخبار رويت بذكره وظهوره باليمن ، وقد ذكرها العباسي المصنف لسيرته عليهالسلام.
وكذلك في حال كبره كانت له بين أهله المكانة المرموقة ، يروي مصنف سيرته علي بن محمد العباسي العلوي عن أبيه محمد بن عبيد الله رضي الله عنهم أنه كان مع الهادي عليهالسلام ومعه أبوه الحسين بن القاسم وعمّاه محمد والحسن وأخوه عبد الله بن الحسين عليهمالسلام وجماعة فتيانهم ، وأنه كان في مسجد قدّام المنزل الذي كانوا فيه قال : فلما حضرت صلاة العتمة قمنا إلى الصلاة ، فقال الهادي إلى الحق لعمه محمد بن القاسم : تقدم يا عم صلّ بنا ، فقال : سبحان الله يا بني لا يجوز أن أتقدم عليك!
فقال الهادي إلى الحق : قد جعلت الأمر إليك ، فتقدم فصل بنا.
فتقدم محمد بن القاسم صلى الله عليه ، فصلى بنا العتمة ، فلما فرغ من صلاته وسلم ، التفت إلى الهادي إلى الحق ، فقال له : يا ابن أخي استغفر لي ، فإني قد تقدمت عليك ، وصلّيت بك ، وكنت أحقّ بالتقدم مني ، فقال له الهادي إلى الحق : غفر الله لك يا عم. انتهى من سيرة الهادي عليهالسلام ص (٣٧) بتصرف.
ومن الأخبار الواردة فيه صلوات عليه ما نقله صاحب الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية تأليف الفقيه الأجل العالم حسام الدين حميد بن أحمد المحلي ، قال : وقد روينا عن بعض علمائنا رحمهمالله تعالى رواية عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «يخرج في هذا النهج ـ وأشار بيده إلى اليمن ـ رجل من ولدي اسمه يحيى الهادي ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، يحيي الله به الحق ويميت به الباطل» انتهى.
هذا وورعه وشجاعته وزهده وعبادته شهيرة ظاهرة بين أهل النقل ، حتى بين المخالفين ، ولو نقلنا ذلك لاحتجنا إلى نقل كلام كثير ، ومن أراد الاطلاع على ذلك فليراجع :
* سيرته عليهالسلام ، تأليف علي بن محمد بن عبيد الله العلوي تحقيق الدكتور سهيل زكار طبعة دار الفكر.
* الشافي للإمام عبد الله بن حمزة عليهالسلام.