والخطأ والظلم لعباده ، والفساد في بلاده! ، كذب القائلون على الله بذلك ، وضلوا ضلالا بعيدا.
تم جواب مسألته
المسألة الحادية والثلاثون : معنى قوله تعالى : (إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً)
ثم أتبع ذلك المسألة عن قول الله في الإملاء : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً) [آل عمران : ١٧٨] ؛ فقال : خبرونا عن قول الله : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) ، فقال : أخبرونا عن هؤلاء الله أراد بهم في إملائه لهم ليزدادوا إثما ، كما قال؟ فإن قالوا : نعم ؛ نقض ذلك قولهم. وإن قالوا : لا ؛ كذبوا.
تمت المسألة
جوابها :
وأما ما سأل عنه من قول الله جل جلاله عن أن يحويه قول أو يناله : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) ، فقال : إن الله أملى لهم ليزدادوا في الكفر والاجتراء عليه ، وليس ذلك كما قال ، بل قوله أحول المحال ، وسنشرح ذلك والقوة بالله ونفسره ، ونذكر ما أراد الله إن شاء الله به.
فنقول : إن معنى إملائه لهم هو لأن لا يزدادوا إثما وليتوبوا ويرجعوا ، ومن وسن ضلالتهم ينتهوا ، لا ما يقول أهل الجهالة ممن تحير وتكمه في الضلالة : إن الله أملى لهم كي يزدادوا إثما وضلالة واجتراء. وكيف يملي لهم كذلك ، وقد نهاهم عن يسير ذلك ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) [الحجرات : ١٢] ، فنهاهم عن يسير الإثم وقليله ، فكيف يملي لهم ليزدادوا من عظيمه وكثيره؟
فأما قوله : (لِيَزْدادُوا إِثْماً) ، فإنما أراد سبحانه : لأن لا يزدادوا إثما ؛ فطرح (لا) وهو يريدها ، فخرج لفظ الكلام لفظ إخبار ، ومعناه معنى نفي ، والعرب تطرحها ، وهي