الخلق المجيء بمثلها ، فوجب تصديقهم على الله بعد الحجة والبيان.
فمن أدرك أزمنتهم وشاهدهم في عصورهم ، وقامت عليه حجتهم ، لزمه الإقرار بهم والتسليم لأمرهم ، والقبول لما جاءوا به (٦) ، وسقط عنه كثير من الكلفة في تمييز الأخبار ، وامتحان الناقلين ، وبحسب ما قامت عليه الحجة ، كلفه الله الذب عن دينه والقيام بحجته.
ومن تراخت به الأيام عن لقائهم ، وكان في غير أعصارهم ، كانت الحجة عليه في معرفتهم ، والتصديق (٧) لما جاءوا به ، والديانة لما دعوا إليه ، تواتر (٨) الأخبار التي في مثلها يمتنع الكذب ، ولا يتهيأ بالاتفاق ، ويكون سامعها مضطرا في فطرته (٩) إلى أن ناقليها لا يمكن مثلهم الكذب ، ولا التواطؤ على مقالة : كقوم مختلفي الأجناس ، متبايني الديار ، متقطعي الأسباب ، متفاوتي اللقاء ، متراخي الأزمنة ، ينقلون خبرا واحدا ، متسق النظام ، محروسا من (١٠) الغلط ، محصنا من (١١) الوهم ، ولعله يخرج (١٢) في مال أحدهم وبدنه ، لا
__________________
(٦) في نخ : شرح هذا للإمام أبي طالب زيادة لفظ والديانة لما ادعوا إليه.
(٧) في (ب) : والقبول لما.
(٨) في (ب) : توالي مكان تواتر.
(٩) أي في عقله.
(١٠) في (ب) : عن مكان من.
(١١) في (ب) : عن مكان من.
(١٢) ذكر في شرح البالغ المدرك لأبي طالب عليهالسلام عند قوله ولعله يخرج في مال أحدهم ما لفظه : هذا الكلام فيه تأخير وتقديم ، وترتيبه : قد كاد يخرج في مال أحدهم وبدنه لا يعارضهم فيه معارض بتكذيب ولعله أن يكون عيانا ؛ هذا أولى في الكلام وأبلغ في التمام وأكثر اتساقا عند النظام الذي أشار إليه هذا الإمام عليهالسلام ؛ لأن الراوي العدل يروي الخبر ولو خرج في نفسه وماله وأشفى له منه على الهلكة من الظالم لأن الأخبار المروية عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أربعة أقسام إلى آخر ما حكاه في الشرح فليرجع إليه ، وبهذا يتضح المعنى المشكل للمطلع عليه. تمت ا ه من هامش (أ).