عليه في هذا الموضع واحد ، وهو الله رب العالمين ، وكذلك قوله : (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) [المائدة : ١١٦] ، يقول عيسى عليهالسلام : تعلم ما غاب عني من أمري ، (وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) ؛ يقول : لا أعلم ما غاب عني من أمرك ، وكذلك قوله : (فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) ، وقوله : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص : ٨٨] ، وقوله : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) [القمر : ١٤] ، وقوله : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) [المائدة : ٦٤] ، (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) [الزمر : ٦٧] ، فكل هذه الآيات وما أشبهها من الآيات فإنما يريد عزوجل ذاته ، لا أن ثم نفسا ووجها ويدا وعينا ويمينا سواه ، فاعلم ذلك ، وتفكر في جميعه يبن لك الصواب ، وينفى عنك الشك والارتياب بحول الله وقوته.
تم الكتاب والحمد لله وحده وصلواته على رسوله سيدنا محمد النبي وآله
وسلامه