وفتّشنا ورأينا أنّ المشهور استندوا إليه ، يكون نفس استنادهم تبيّنا ، لكونه إخبارا عن صدور ذلك الخبر ، وحيث إنّه إخبار عن أمر حسّيّ تكون شهرتهم في ذلك كإخبار جماعة كثيرة موثوق بهم عن وقوع ذلك الأمر الحسّيّ وهو المخبر به ، فلذا يوجب الوثوق والاطمئنان بصدور ذلك الخبر ، ويصير صدوره واضحا ومبيّنا ، وهذا بخلاف الشهرة الفتوائيّة ، فإنّه إذا حقّقنا وفتّشنا ورأينا أنّ المشهور أفتوا بذلك ، فليس إفتاؤهم تبيّنا وظهورا عن تلك الفتوى ، فإنّه أمر حدسيّ ، فيكون كإخبار جماعة عن أمر حدسيّ ، وهو لا يوجب الاطمئنان بأنّ الفتوى هي الواقع حتى يكون ذلك تبيّنا وظهورا عنه ، إذ إخبار جماعة عن أمر حدسيّ ليس إلّا كإخبار واحد عنه في عدم كونه موجبا للظهور.
* * *