وهذا استعمال شائع وارد في الآيات والروايات ، كقوله تعالى : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ)(١) و «لا رهبانيّة في الإسلام» (٢) و «لا نجش (٣) في الإسلام» (٤) و «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» (٥) و «لا سبق إلّا في حافر أو نصل» (٦).
فدعوى صاحب الكفاية (٧) عدم تعاهده في مثل هذا التركيب وإنّما المتعاهد هو الإخبار بوقوع شيء في مقام طلبه ، كما في «يعيد صلاته» و «يتوضّأ» أو الإخبار عن عدم شيء بجملة فعليّة في مقام النهي عنه ، كقوله تعالى : (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)(٨) من الغرائب.
__________________
(١) البقرة : ١٩٧.
(٢) معاني الأخبار : ١١٣ ـ ١١٤ (باب معنى ألزم) الحديث ١ ، الخصال : ١٣٧ ـ ١٣٨ ـ ١٥٤ ، الوسائل ١٠ : ٥٢٤ ، الباب ٥ من أبواب الصوم المحرّم والمكروه ، الحديث ٤ ، و ١١ : ٣٤٤ ، الباب ١ من أبواب آداب السفر ، الحديث ٤ ، وفيها : «ليس في أمّتي رهبانيّة».
(٣) النّجش : الزيادة في السلعة ليسمع بذلك فيزاد فيه. لسان العرب ١٤ : ٥٤ «نجش».
(٤) لم نعثر على نصّه فيما بين أيدينا من المصادر الحديثيّة ، والموجود فيها هو : «لا تناجشوا» انظر : معاني الأخبار : ٢٨٤ ، والوسائل ١٧ : ٤٥٩ ، الباب ٤٩ من أبواب آداب التجارة ، الحديث ٤ ، وسنن أبي داود ٣ : ٢٦٩ ـ ٣٤٣٨ ، وسنن الترمذي ٣ : ٥٩٧ ـ ١٣٠٤ ، وسنن النسائي ٦ : ٧٢ ، وسنن ابن ماجة ٢ : ٧٣٤ ـ ٢١٧٤ ، وسنن الدار قطني ٣ : ٧٤ ـ ٢٨١ ، وسنن البيهقي ٥ : ٣٤٦.
(٥) الفقيه ٢ : ٣٧٧ ـ ١٦٢٦ ، و ٤ : ٢٧٣ ـ ٨٢٨ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٢٤ ، الخصال : ١٣٩ ـ ١٥٨ ، الوسائل ١٥ : ١٧٤ ، الباب ٣ من أبواب جهاد النّفس ، الحديث ١ ، و ١٦ : ١٥٤ ، ١٥٥ ، الباب ١١ من أبواب الأمر والنهي ، الحديث ٧ و ١١ ، و ٢٧ : ١٢٩ ـ ١٣٠ ، الباب ١٠ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ١٧.
(٦) قرب الإسناد : ٨٨ ـ ٢٩١ ، الوسائل ١٩ : ٢٥٣ ، الباب ٣ من أبواب كتاب السبق والرماية ، الحديث ٤.
(٧) كفاية الأصول : ٤٣٣.
(٨) الواقعة : ٧٩.