وقيل : إنّ الفرش كناية عن الأزواج (١) ، وارتفاعهنّ كونهنّ على الأرائك ، أو رفعتهنّ في الجمال والكمال ، ويؤيده إرجاع الضمير إليهنّ في قوله تعالى : ﴿إِنَّا أَنْشَأْناهُنَ﴾ وخلقناهنّ بغير ولادة ﴿إِنْشاءً﴾ وخلقا عجيبا.
وقيل : إن الفرش بمعناه (٢) ، ولمّا كان الفرش التي هي المضاجع دليلة بالألتزام على الأزواج ، ذكر أوصافهنّ بلا تصريح بذكرهنّ إشعارا بصونهن وتخدّرهن.
وقيل : إنّ المراد بهنّ حور العين ، كما عن القمي وبعض مفسري العامة (٣) .
وعن الصادق عليهالسلام أنّه سئل من أي شيء خلقن الحور العين ؟ قال : « من تربة الجنّة النورانية»(٤) .
وقيل : إنّ المراد نساء الدنيا ، والمراد من إنشائهنّ إعادة خلقهنّ في الآخرة ، لقوله تعالى ﴿فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً﴾(٥) ولو كان المراد حور العين كان ذلك الوصف توضيح الواضح.
وفي الحديث : « هنّ اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمطا رمصا ، جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء ، كلّما أتاهنّ أزواجهنّ وجدوهنّ أبكارا » ... الخبر (٦) .
وروى أنّه قالت عجوز من بني عامر : يا رسول الله ، ادع الله أن يدخلني الجنّة. فقال صلىاللهعليهوآله مزاحا : « يا امّ فلان ، إنّ الجنّة لا يدخلها عجوز » فولّت وهي تبكي ، فقال صلىاللهعليهوآله : « أخبروها أنّها لست يومئذ بعجوز » وقرأ : ﴿فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً﴾(٧) .
﴿عُرُباً﴾ متحنّنات إلى أزواجهنّ ، ومتحبّبات إليهم.
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه سئل عن العروبة (٨) فقال : « هي الغنجة الرضية الشهية » (٩) .
وعن القمي ، قال : يتكلّمن بلسان العربية (١٠) . وقال به بعض مفسري العامة (١١) .
﴿أَتْراباً﴾ ومستويات في السنّ لأزواجهن ، أو بعضهم لبعض ، لا تفاوت بينهنّ بصغر ولا كبر ، كلّهنّ بنات ثلاث وثلاثين سنة ، أو متماثلات في النّظر إليهنّ. وقيل : يعني متساويات في السن (١٢) ﴿لِأَصْحابِ الْيَمِينِ﴾ كما ذكرنا لا يعيّرون ازواجهنّ بكبر السنّ وعلى التفسيرين الأولين قوله : ﴿لِأَصْحابِ الْيَمِينِ﴾ متعلق بقوله : ﴿إِنَّا أَنْشَأْناهُنَ﴾ والمعنى خلقناهنّ لأصحاب اليمين.
__________________
(١) تفسير أبي السعود ٨ : ١٩٣ ، تفسير روح البيان ٩ : ٣٢٥.
(٢) تفسير روح البيان ٩ : ٣٢٥.
(٣) تفسير القمي ٢ : ٣٤٨ ، تفسير الصافي ٥ : ١٢٤.
(٤) تفسير القمي ٢ : ٨٢ ، تفسير الصافي ٥ : ١٢٤.
(٥) تفسير روح البيان ٩ : ٣٢٦.
(٦) جوامع الجامع ٤٧٨ ، تفسير روح البيان ٩ : ٣٢٥.
(٧) تفسير روح البيان ٩ : ٣٢٦.
(٨) في النسخة : العربي.
(٩) تفسير الصافي ٥ : ١٢٤.
(١٠) تفسير القمي ٢ : ٣٤٨ ، تفسير الصافي ٥ : ١٢٤.
(١١) تفسير روح البيان ٩ : ٣٢٦.
(١٢) تفسير الرازي ٢٩ : ١٦٦ ، تفسير أبي السعود ٨ : ١٩٤.