في السنة لكلّ يوم مشرق ﴿وَ﴾ بربّ ﴿الْمَغارِبِ﴾ التي تكون فيها. وقيل : جمعها باعتبار الكواكب السيّارة لكل مشرق ومغرب (١) . أو المراد من المشرق ظهور دعوة نبي ، ومن المغرب موته.
﴿إِنَّا لَقادِرُونَ﴾ بالذات ﴿عَلى أَنْ﴾ نهلك جميعهم عقوبة على معاصيهم و﴿نُبَدِّلَ﴾ منهم خلقا آخر ﴿خَيْراً﴾ وأفضل ﴿مِنْهُمْ﴾ مكانهم ﴿وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ﴾ ومغلوبين وعاجزين إن أردنا ذلك ، وإنّما أخّرنا عقوبتهم للحكم البالغة المقتضية لتأخيرها ﴿فَذَرْهُمْ﴾ يا محمد ودعهم ﴿يَخُوضُوا﴾ ويشتغلوا بباطلهم من عبادة الأصنام والاستهزاء بالقرآن وإيذاء المؤمنين ﴿وَيَلْعَبُوا﴾ بالدنيا وزخارفها التي لا نفع لها ، كاشتغال الأطفال بالأشغال التي لا غرض عقلائي فيها ، ويستمروا عليها ﴿حَتَّى يُلاقُوا﴾ ويعاينوا ﴿يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾ في الدنيا بلسانك أنّهم يعذّبون فيه عقوبة على كفرهم وسيئات أعمالهم ، أعني من ذلك اليوم ﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ﴾ والقبور حال كونهم ﴿سِراعاً﴾ وراكضين الى الداعي وهو إسرافيل ، أو إلى عرصة المحشر ﴿كَأَنَّهُمْ﴾ في الإسراع في السير ﴿إِلى نُصُبٍ﴾ وأحجار نصبوها في الدنيا للعبادة أو للمسابقة إليها بالعدو ﴿يُوفِضُونَ﴾ ويسرعون أو يتسابقون حال كونهم ﴿خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ﴾ لا يرفعونها من الأرض خوفا من رؤية العذاب ﴿تَرْهَقُهُمْ﴾ وتحيطهم ﴿ذِلَّةٌ﴾ ومهانة ﴿ذلِكَ﴾ اليوم الكثير الأهوال ﴿الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا﴾ في الدنيا ﴿يُوعَدُونَ﴾ بلسان رسولهم ، وهم ينكرون وقوعه ويستهزؤون بالوعد به.
عن الصادق قال : « أكثروا من قراءة ﴿سَأَلَ سائِلٌ﴾ فانّ من أكثر قراءتها لم يسأله الله يوم القيامة عن ذنب عمله ، وأسكنه الجنّة مع محمّد صلىاللهعليهوآله » (٢) .
__________________
(١) تفسير الرازي ٣ : ١٣٢ ، تفسير روح البيان ١٠ : ١٧٠.
(٢) ثواب الاعمال : ١١٩ ، مجمع البيان ١٠ : ٥٢٧ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٢٩.