ويباشرونها بجميع أعضائهم ﴿يَوْمَ الدِّينِ﴾ ووقت الجزاء على الأعمال ﴿وَما هُمْ عَنْها﴾ في آن من زمان حياتهم الأبدية ﴿بِغائِبِينَ﴾ ومخرجين.
ثمّ لمّا ذكر سبحانه يوم الدين عظّم شأنه تهويلا للناس بقوله : ﴿وَما أَدْراكَ﴾ وأي شيء أعلمك ﴿ما يَوْمُ الدِّينِ﴾ وأيّ حدّ له في الشدّة والفظاعة ؟
ثمّ كرّر سبحانه الجملة مبالغة في التهويل معطوفة بثمّ للدلالة على الترقّي في التأكيد بقوله : ﴿ثُمَّ ما أَدْراكَ﴾ أيّها الانسان الدراك ﴿ما يَوْمُ الدِّينِ﴾ وأيّ شيء صفته ؟ فانّ إدراكه خارج عن طوق البشر في هذا العالم.
ثمّ بيّن سبحانه فظاعة ذلك اليوم بطريق الإجمال بقوله : ﴿يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ﴾ من النفوس ﴿لِنَفْسٍ﴾ اخرى ﴿شَيْئاً﴾ من النفع والضرر ، ولا قدرة لأحد في حقّ غيره قريبا كان أو صديقا أو غيرهما على أمر من الامور ﴿وَالْأَمْرُ﴾ والسلطنة المطلقة الكاملة ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ وفي ذلك الوقت الهائل ﴿لِلَّهِ﴾ وحده لا يزاحمه ولا يشاركه أحد فيما أراد.
في الحديث : « من قرأ ﴿إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ﴾ أعطاه الله من الأجر بعدد كلّ قبر حسنة ، وبعدد كلّ قطر ماء حسنة ، وأصلح الله شأنه يوم القيامة » (١) .
وعن الصادق عليهالسلام : « من قرأ هاتين السورتين ، وجعلهما نصب عينيه في صلاة الفريضة والنافلة ﴿إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ﴾ و﴿إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ﴾ لم يحجبه الله من حاجة ، ولم يحجزه من الله حاجز ، ولم يزل ينظر إلى الله إليه حتى يفرغ من حساب الناس » (٢) .
__________________
(١) تفسير روح البيان ١٠ : ٣٦٣.
(٢) ثواب الأعمال : ١٢١ ، مجمع البيان ١٠ : ٦٧٩ ، تفسير الصافي ٥ : ٢٩٧.