وقيل : إنّ الاستثناء منقطع (١) ، والمعنى : ولكن من تولّى وكفر (٢) ﴿فَيُعَذِّبُهُ اللهُ﴾ يوم القيامة ﴿الْعَذابَ الْأَكْبَرَ﴾ في نار جهنّم التي حرّها شديد ، وقعرها بعيد ، ومقامعها حديد ، فانّه تعالى قاهر ومسيطر عليهم. واعلم أنّهم لا يفوتوننا ولا يخرجون من ملكنا ومن تحت قدرتنا ﴿إِنَّ إِلَيْنا﴾ بعد الموت ﴿إِيابَهُمْ﴾ ورجوعهم من الدنيا لا إلى غيرنا. ﴿ثُمَ﴾ بعد رجوعهم إلينا ﴿إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ﴾ في المحشر نحاسبهم على النّقير والقطمير من عقائدهم وأعمالهم ، وفيه تسلية النبي صلىاللهعليهوآله.
عن الباقر عليهالسلام : « إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين لفصل القضاء ، دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله ودعا أمير المؤمنين عليهالسلام ، فيكسى رسول الله صلىاللهعليهوآله حلّة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب ، ويكسى عليّ مثلها ، ويكسى رسول الله صلىاللهعليهوآله حلّة وردية يضيء لها ما بين المشرق والمغرب ، ويكسى عليّ عليهالسلام مثلها ، ثمّ يصعدان عندها ، ثمّ يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس ، فنحن والله ندخل أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النار النار » (٣) .
وعن الكاظم عليهالسلام قال : « إلينا إياب الخلق ، وعلينا حسابهم ، فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله حتمنا على الله في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك ، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك وعوّضهم الله عزوجل » (٤) .
وعن الصادق عليهالسلام قال : « إذا كان يوم القيامة وكّلنا الله بحساب شيعتنا ، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم ، وما كان لنا فهو لهم » (٥) .
عن الصادق : « من أدمن قراءة ﴿هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ﴾ في فريضة أو نافلة ، غشّاه الله برحمته في الدنيا ، آتاه الأمن من عذاب النار » (٦) .
__________________
(١) تفسير الرازي ٣١ : ١٥٩ ، تفسير روح البيان ١٠ : ٤١٨.
(٢) تفسير روح البيان ١٠ : ٤١٨.
(٣) الكافي ٩ : ١٥٩ / ١٥٤ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٢٣.
(٤) الكافي ٨ : ١٦٢ / ١٦٧ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٢٣.
(٥) أمالى الطوسي : ٤٠٦ / ٩١١ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٢٣.
(٦) ثواب الأعمال : ١٢٢ ، مجمع البيان ١٠ : ٧٢٣ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٢٣.