روى بعض العامة عن الحسين بن علي عليهماالسلام أنّه قال : « إذا عملت خيرا فحدّث إخوانك ليقتدوا بك » (١) .
ورووا عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه سئل عن الصحابة ، فأثنى عليهم وذكر خصاله ، فقالوا له : فحدّثنا عن نفسك. فقال : « مهلا ، فقد نهى الله عن التزكية » فقيل له : أ ليس الله تعالى يقول : ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ؟﴾ فقال : « فإني احدّث : كنت إذا سألت اعطيت ، وإذا سكتّ ابتدئت ، وبين الجوانح علم جمّ فاسألوني » (٢) .
وعن الصادق عليهالسلام : « إذا أنعم الله على عبده بنعمة وظهرت عليه سمّي حبيب الله محدثا بنعمة الله ، وإذا أنعم الله على عبده بنعمة فلم تظهر عليه سمّي بغيض الله مكذبا بنعمة الله » (٣) .
قيل : إنّما قدّم الله حقّ اليتيم والفقير على حقّ نفسه للإشعار بأنّه غنيّ ، واليتيم والفقير محتاجان ، فإذا كان كذلك فتقديم المحتاج اولى ، وإنّما قال : ﴿فَحَدِّثْ﴾ ولم يقل : فأخبر ، لدلالة الحديث على الإعادة مرّة بعد اخرى لئلا ينساه (٤) .
قد مرّ ثواب تلاوة السورة المباركة ، والحمد لله على التوفيق لتفسيرها.
__________________
(١) تفسير الرازي ٣١ : ٢٢٠.
(٢) تفسير الرازي ٣١ : ٢٢٠.
(٣) الكافي ٦ : ٤٣٨ / ٢ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٤٢.
(٤) تفسير الرازي ٣١ : ٢٢٠.