للمجازاة على أعمالهم في الدنيا ﴿وَحُصِّلَ﴾ واخرج كما يخرج الدّهن من اللّبن ﴿ما فِي الصُّدُورِ﴾ من ضمائر السوء والنيّات الرديّة الفاسدة وكشف عنها ، فضلا عن أعمالهم القبيحة الجلية ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ﴾ وخالق أرواحهم وأجسادهم وقلوبهم وشراشر وجودهم ﴿بِهِمْ﴾ وبأعمالهم وأحوالهم وأخلاقهم ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ وحين خروجهم من القبور ﴿لَخَبِيرٌ﴾ بصير ، فيجازيهم على أعمالهم من النّقير والقطمير.
وفي الرواية السابقة عن الصادق عليهالسلام في قوله : ﴿إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ قال : « لكفور » . ﴿وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ* وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ قال : « يعنيهما ، قد شهدا [ جميعا ] وادي اليابس ، وكانا لحب الحياة حريصين » ، ﴿أَفَلا يَعْلَمُ﴾ إلى آخر السورة قال : « نزلت الآيتان فيهما خاصة ، يضمران ضمير السوء ، ويعملان به ،
فأخبره الله خبرهما وفعالهما » (١) .
وعنه عليهالسلام : « من قرأ سورة والعاديات ، وأدمن قراءتها ، بعثه الله عزوجل مع أمير المؤمنين عليهالسلام يوم القيامة ، وكان في رفقائه » (٢) .
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ٤٣٩ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٦٥.
(٢) ثواب الأعمال : ١٢٥ ، مجمع البيان ١٠ : ٨٠١ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٦٥.