أخذت بحظّك ، وإن يكن الذي أنت عليه الحقّ فقد أخذنا بحظّنا منه ، فأنزل الله السورة (١) .
وفي الرواية العامية السابقة : فغدا رسول الله إلى المسجد [ الحرام ] وفيه الملأ من قريش ، فقام على رؤوسهم فقرأها عليهم [ فأيسوا ](٢) منه عند ذلك ، فآذوه وأصحابه (٣) .
وعن القمّي : سال أبو شاكر الديصاني أبا جعفر الأحول عن تكرار الآية في السورة ، وقال : هل يتكلّم الحكيم بمثل هذا القول ويكرّره مرّة بعد اخرى ؟ ! فلم يكن عند الأحول في ذلك جواب ، فدخل المدينة فسأل الصادق عليهالسلام عن ذلك ، فقال : « كان سبب نزولها وتكرارها أنّ قريشا قالت لرسول الله صلىاللهعليهوآله تعبد آلهتنا سنة ، ونعبد إلهك سنة ، وتعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة ، فأجابهم الله بمثل ما قالوا»(٤) .
وعنه عليهالسلام : « من قرأ ﴿قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ﴾ و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ في فريضة من الفرائض ، غفر الله له ولوالديه ، وإن كان شقيا محي من ديوان الأشقياء واثبت في ديوان السّعداء ، وأحياه الله سعيدا ، وأماته سعيدا ، وبعثه شهيدا » (٥) .
وعنه عليهالسلام : « كان أبي يقول : ﴿قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ﴾ ربع القرآن ، وكان إذا فرغ منها قال أعبد الله وحده ، أعبد الله وحده » (٦) .
وعنه عليهالسلام ، « إذا فرغت منها فقل : ديني الاسلام ، [ ثلاثا ] » (٧) .
وروت العامة عن ابن عباس : ليس سورة في القرآن أشقّ على الشيطان من هذه السورة الكريمة ، لأنّها توحيد محض وبراءة من الشرك ، فمن قرأها برئ من الشرك ، وتباعد عنه مردة الشياطين ، وأمن من الفزع الأكبر ، وهي تعدل ربع القرآن (٨) .
وفي الحديث العامي : « مروا صبيانكم فليقرؤها عند المنام ، فلا يعرض لهم شيء ، ومن خرج مسافرا فقرأ هذه السور. الخمس : ﴿قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ﴾ و﴿إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ﴾ و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ رجع سالما ، ولا تصبه آفة ومصيبة » (٩) .
__________________
(١) أمالى الطوسي : ١٩ / ٢٢ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٨٥.
(٢) في النسخة : فراغ.
(٣) تفسير روح البيان ١٠ : ٥٢٦ ، مجمع البيان ١٠ : ٨٤٠.
(٤) تفسير القمي ٢ : ٤٤٥ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٨٥.
(٥) ثواب الأعمال : ١٢٧ ، مجمع البيان ١٠ : ٨٣٩ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٨٦.
(٦) الكافي ٢ : ٤٥٤ / ٧ ، وفيه إلى : ربع القرآن ، مجمع البيان ١٠ : ٨٣٩ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٨٦ ، وفيه : أعبد الله وحده ، مرّة واحدة.
(٧) تفسير القمي ٢ : ٤٤٦ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٨٦.
(٨و٩) تفسير روح البيان ١٠ : ٥٢٨.