وعن الصادق عليهالسلام : « أنه وعك رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فنزل جبرئيل بهاتين السورتين ، وعوّذه بهما»(١) .
ثمّ أنّه تعالى وصف ذاته بصفة واحدة ، وأمر نبيه صلىاللهعليهوآله بان يستعيذ به من جميع الشرور الجسمانية ، وفي هذه السورة وصف ذاته بثلاث صفات ، كلّ منها دالّ على كمال عظمته ، وأمر نبيّه صلىاللهعليهوآله بالاستعاذة به من شرّ الوسواس الذي هو راجع إلى الروح والقلب ، فدلّ على أنّ تضرّر الروح والقلب أعظم من جميع المضارّ.
وفي ختم كتابه المجيد بإضافة ربوبيته وسلطانه والوهيته إلى الناس ، وتكرير لفظ الناس مع كلّ وصف ، دلالة على شرف الانسان على جميع مخلوقاته ، ويحتمل أن يكون المراد بالناس خصوص الأئمّة المعصومين عليهالسلام وعباده الصالحين ، لما رواه الفخر الرازي أنّه سئل الحسن بن علي عليهماالسلام عن الناس فقال : « نحن الناس ، وأشياعنا أشباه الناس ، وأعداؤنا النّسناس » (٢) فقبلّ علي عليهالسلام بين عينيه ، وقال : « ﴿اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ ﴾ » (٣) .
وعن الباقر عليهالسلام قال : « من أوتر بالمعوذتين و﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾ قيل له : يا عبد الله ، أبشر فقد قبل الله وترك » (٤) .
قد وفّقت لاتمام تفسير القرآن المجيد في آخر السنة التاسعة والستين بعد ثلاثمائة وألف من الهجرة النبوية المطابق لما نظمه بعض الأجلّاء :
ميلاد مهدي الامم |
|
نور الإله في الظّلم |
الأحقر محمد النهاوندي
كتبه العبد المذنب محمد الصانعي
ابن مرحوم فتح الله الخوانساري
الشهير بسيمين قلم في شهر محرّم الحرام ١٣٧٠
وفرغ قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة من تحقيقه
بفضل الله ومنّه في سنة ١٤٢٢ ه
وآخر دعوانا أن الحمد
لله ربّ العالمين.
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ٤٥٠ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٩٧.
(٢) النّسناس : نوع من القردة.
(٣) تفسير الرازي ٣٢ : ١٥٦.
(٤) ثواب الأعمال : ١٢٩ ، مجمع البيان ١٠ : ٨٦٤ ، تفسير الصافي ٥ : ٣٩٧.