يتزلزل محمد صلىاللهعليهوآله. كما اندكّ الجبل ، وخرّ موسى صعقا (١) .
وعن القمي رحمهالله ، لمّا رفع الحجاب بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوآله غشي نوره السّدرة (٢) .
وقيل : غشّتها الملائكة (٣) .
عنه صلىاللهعليهوآله : « رأيت السّدرة يغشّيها فراش من ذهب ، ورأيت على كلّ ورقة منها ملكا قائما يسبّح الله » (٤) .
وعنه صلىاللهعليهوآله : « يغشيّها رفرف من طيور خضر » (٥) .
وقيل : يغشّيها جبرئيل (٦) .
وهو صلىاللهعليهوآله ما شاهد هناك من الامور المحيّرة ﴿ما زاغَ﴾ وما مال منه ﴿الْبَصَرُ﴾ أدنى ميل عمّا رآه من العجائب ، وما التفت إلى يمين وشمال لعظمة الهيبة ﴿وَما طَغى﴾ محمد صلىاللهعليهوآله وما جاوز عن حدّ الاستقامة والثبات ، ولم يتوجّه إلى شيء سواه ، بل استغرق في التوجّه إلى الحقّ واسمائه وصفاته وتجلّياته ، أو إلى عجائب مبدعاته بالله ﴿لَقَدْ رَأى﴾ محمد صلىاللهعليهوآله في عروجه إلى السماء ﴿مِنْ آياتِ رَبِّهِ﴾ الآية ﴿الْكُبْرى﴾ أو آيات هنّ أكبر الآيات. عن الباقر عليهالسلام : « يعني أكبر الآيات » (٧) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال بعد ذكر الآية : « رأى جبرئيل في صورته مرّتين ، هذه المرة ، ومرة اخرى ، وذلك أنّ خلق جبرئيل عظيم ، وهو من الرّوحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم إلّا الله ربّ العالمين » (٨) .
وعن الصادق عليهالسلام ، أنّه سئل عن هذه الآية فقال : « رأى جبرئيل على ساقة الدّرّ ، مثل القطر على البقل ، له ستمائة جناح ، قد ملأ ما بين السماء والأرض » (٩) .
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : « ما لله آية أكبر منّي » (١٠) .
عن القمي ، عن النبي صلىاللهعليهوآله ، قال لعلي : « يا علي ، إنّ الله أشهدك معي في سبعة مواطن ، أمّا أوّل ذلك فليلة اسري بي إلى السماء ، قال لي جبرئيل : أين أخوك ؟ فقلت : خلّفته ورائي. قال : أدع الله فليأتك به. فدعوت الله ، فاذا مثالك معي ، وإذ الملائكة وقوف صفوف ، فقلت : يا جبرئيل ، من هؤلاء ؟ قال : هم
__________________
(١) تفسير الرازي ٢٨ : ٢٩٣.
(٢) تفسير القمي ٢ : ٣٣٨ ، تفسير الصافي ٥ : ٩١.
(٣) الرازي ٢٨ : ٢٩٣ ، تفسير البيضاوي ٢ : ٤٣٩ ، تفسير أبي السعود ٨ : ١٥٧.
(٤) تفسير أبي السعود ٨ : ١٥٧ ، تفسير روح البيان ٩ : ٢٢٧.
(٥) تفسير أبي السعود ٨ : ١٥٧ ، تفسير روح البيان ٩ : ٢٢٧.
(٦) مجمع البيان ٩ : ٢٦٦.
(٧) علل الشرائع : ٢٧٨ / ١ ، تفسير الصافي ٥ : ٩٠.
(٨) التوحيد : ٢٦٣ / ٥ ، تفسير الصافي ٥ : ٩١.
(٩) التوحيد : ١١٦ / ١٨ ، تفسير الصافي ٥ : ٩١.
(١٠) الكافي ١ : ١٦١ / ٣ ، تفسير الصافي ٥ : ٩٢.