وفي يوم واحد قَتل بالبصرة ثلاثمئة ألف آدمي ، ومنهم علويون ، ويسبون نساءهم وبناتهم حتّى أنّه كان عند الزنجي الواحد منهم عشرة من العلويات يستخدمهن ويطأهنّ ، ويُنادي عليهن في عسكره بثلاثة دراهم وحتّى بدرهمين!
قال : واستمر القتال معه منذ تولّى المعتمد سنة (٢٥٦ ه) دخلوا البصرة فبذلوا السيف وأحرقوا وخرّبوا وسبَوا ، وجرى بينهم وبين عساكر المعتمِد عدة وقعات وفي أكثرها أمير عسكر المعتمد أخوه الموفّق.
وأعقب ذلك الوباء الذي كان لا يتخلّف عن الملاحم الكبرى بالعراق ، فمات به خلق لا يُحصون كثرةً! ثمّ أعقبته زلازل وهدّات ، فمات تحت الردم أُلوف من الناس (١).
وفي اليعقوبي : في سنة (٢٥٨ ه) وقع بالعراق الوباء فمات منه خلق كثير : حتّى يقال إنه مات ببغداد في يوم واحد اثنا عشر ألف إنسان ، كان الرجل يخرج من منزله فيموت قبل عودته!
وفيها (٢٥٨ ه) توجّه أبو أحمد الموفّق إلى المدّعي العلوي بالبصرة في جيش كثيف ، وكان العسكر والزاد والسلاح في السفن ، فوقعت النار في السفن فاحترقت ، فعاد الموفّق أدراجه (٢).
العسكري عليهالسلام في مشايعة الموفّق :
متزامناً مع ما مرّ من خروج المعتمد في أول ربيع الأول عام (٢٥٨ ه) لمشايعة أخيه الموفّق خارجاً بجيشه لمواجهة صاحب الزنج بالبصرة ، كانوا قد
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٢٥ و ٤٢٦.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥١٠.