همَدان إلى قم والريّ ثمّ قزوين إلى زنجان وأبهر! ودعا إليه عمر بن أبي دلف فقلّده الكرخ إلى إصفهان! ولم يعرض لصاحب بلاد طبرستان محمد بن زيد العلوي الحسني (١) وغارت مياه الريّ إلى طبرستان فقحطوا حتى أكلوا الجيف (٢)!
النوروز المعتضِدي رفقاً بأهل الخراج :
أجدب أهل البصرة واعتورهم عمّالهم بالجور في خراجهم ، فاجتمع خلق من أهل الرياسة والشرف والعلم ومن خُلطائهم ومتكلميهم ، وأولهم أبو خليفة الجُمحي مولاهم! ووفدوا على المعتضد في مراكب بحرية بيض مشحّمة بالشحم والنورة ، يشكون إليه ما نزل بهم من الجدب والجور (٣).
ففي (٢٨٢ ه) أمر المعتضد بافتتاح الخراج في النيروز المعتضدي رفقاً بهم وبعامة الناس ، وذلك عند ركون الشمس في أواخر الجوزاء في حزيران (٤) فعمّ الناس تأخر الخراج عنهم من إنعام المعتضد عليهم ، ونظمه الشعراء فأكثروا ووصفوه فأطنبوا ، منهم يحيى بن علي المنجم (٥).
إلّا أنه منعهم والقصّاص من القعود في الطرق ، ومنع الورّاقين من بيع كتبهم والفلسفة! وسنن المجوس في النيروز من إيقاد النيران وصبّ المياه (٦)!
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ١٥٧.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٣٢.
(٣) مروج الذهب ٤ : ١٤٩ ، ١٥٠.
(٤) تاريخ ابن الوردي ١ : ٢٣٤ ، وفي الطبري ١٠ : ٣٩ : أنّ ذلك كان لأول سنة (٢٨١ ه).
(٥) مروج الذهب ٤ : ١٨٢.
(٦) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٣٢ ، وفي الطبري ١٠ : ٣٩ : كان ذلك في المحرم عام (٢٨١ ه). وفي : ٥٣ يقول : كان ذلك في جمادى الأُولى عام (٢٨٤ ه) ثمّ أطلقه لهم!