إعلان ولاية عهد الرضا عليهالسلام :
جاء في خبر الصدوق عن الريّان بن الصلت : أن المأمون دعا الشاكرية (الجنود) وقوّادهم والقضاة والولاة وولد العباس إلى البيعة بولاية عهده إلى الرضا عليهالسلام ، فاضطربوا عليه ، فأخرج أموالاً كثيرة وأعطى القواد وأرضاهم ، إلّا ثلاثة نفر من قواده أبوا ذلك : أحدهم : عيسى الجلودي ، وعلي بن أبي عمران ، وأبو يونس (؟) فإنهم أبوا أن يدخلوا في بيعة الرضا ، فحبسهم (١).
تلكم ما رواه الصدوق عن إبراهيم بن هاشم عن الريّان بن الصلت مختصراً ، وروى قبله تفصيله عن أبي الصلت الهروي والذي اختاره المأمون فجعله من خاصته ، وخصّه أن يكون مع الرضا عليهالسلام من المدينة إلى مرو ، قال : إنّ المأمون قال للرضا :
يابن رسول الله ؛ قد عرفتُ علمك وفضلك ، وزهدك وورعك وعبادتك ، وأراك أحق بالخلافة مني!
فقال الرضا عليهالسلام : «بالعبودية لله عزوجل أفتخر ، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شرّ الدنيا ، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم ، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عزوجل» ثمّ سكت عن أحقّيته بالخلافة ، وإقرار المأمون بها على نفسه! فعاد المأمون إليها وقال :
فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأُبايعك!
فقال له الرضا : إن كانت هذه الخلافة لك ، والله جعلها لك فلا يجوز أن تخلع لباساً ألبسك الله وتجعله لغيرك! وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٩١ ، ٤٩٢.