فلمّا دخلت على المتوكل سألني عنه فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقته وورعه وزهادته! وأني فتّشت داره فلم أجد فيها غير المصاحف وكتب العلم ، وأنّ أهل المدينة خافوا عليه (١).
خان الصعاليك :
لم أقف في أنباء بناء سامرّاء على بناء خان للصعاليك بها ، ويظهر من الخبر التالي ذلك :
قال المفيد : لمّا وصل يحيى بن هرثمة بأبي الحسن الهادي عليهالسلام إلى سامرّاء تقدم المتوكل بأن يُحجب عنه ويُنزل في خان يُعرف بخان الصعاليك (٢).
فأسند الكليني عن صالح بن سعيد (الطالقاني) قال : دخلت على أبي الحسن عليهالسلام (في خان الصعاليك) فقلت له : جُعلت فداك! في كل الأُمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع! خان الصعاليك!
فقال لي : يابن سعيد أنت هاهنا؟! ثمّ أومأ بيده وقال : انظر! فنظرت ، فإذا أنا بروضات آنقات وجنّات باسرات فيهنّ خيرات عطرات وولدان كأ نّهن اللؤلؤ المكنون ، وأطيار وظباء ، وأنهار تفور! فحار بصري وحسرت عيني! فقال لي : حيث كنا فهذا لنا عتيد لسنا في خان الصعاليك (٣).
قال المفيد : ثمّ تقدم المتوكل بإفراد دار له ، فافردت له فانتقل إليها وأقام
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٨٤ ، ٨٥ ، وتذكرة الخواص ٢ : ٤٩٤ ، ٤٩٥ عن علماء السير!
(٢) الإرشاد ٢ : ٣١١.
(٣) أُصول الكافي ١ : ٤٩٨ ، الحديث ٢ ، باب مولد الهادي عليهالسلام.