على المعتضِد فأقرّوا بذلك ، فأمر بهم فقُتلوا! ثمّ أراد المعتضد بالله من محمد بن الحسن بن سهل أن يدلّه على الطالبي فأبى وقال له : لو شويتني بالنار لما كشفت لك! عمّن أقررت بإمامته ودعوت الناس إلى طاعته ، فاصنع ما أنت صانع! فأمر المعتضِد بشَويه على النار ، فشدّ بين رماح وادير على النار يُشوى كما يُشوى الدجاج حتى مات وتفرقع جسمه ثمّ صُلب في غربيّ بغداد بين الجسرين (١).
فكان هذا مصير هذه الأُسرة بالعراق. وبهذا عُرف مستوى احتساب المعتضِد واقترابه من آل أبي طالب!
ابن أبي دُلف لرافع بن الليث :
مرّ الخبر عن تمرّد يعقوب بن الليث الصفّار حتى وفاته ، وخلفه أخوه رافع بن الليث وتحمّل إلى بلاد الري متاخماً لبلاد طبرستان وعليها الداعي العلوي محمد بن زيد الحسني. فكتب المعتضد إلى أحمد بن أبي دلف أن يواقع رافع الصفّار ، في أواخر العام الهجري ، فسار أحمد إلى رافع فالتقوا حول الريّ لآخر ذي القعدة الحرام ، فتحاربوا أياماً حتى ولّى رافع ، واستولى ابن أبي دلف على عسكره. ووصل خبرهم إلى بغداد لأوائل ذي الحجة لعام (٢٧٩ ه) (٢).
وفي سنة (٢٨٠ ه) فشا أمر داعي المهدي الفاطمي الإسماعيلي في القَيروان ، فقاتله صاحبها صاحب افريقية ، فعلا أمر الداعي الفاطمي وزاد ولم يزل يزداد (٣).
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ١٥٤ ، ١٥٥.
(٢) مروج الذهب ٤ : ١٥٤.
(٣) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٣٢.