القاضي أبي يوسف (صاحب أبي حنيفة) وأمره أن يعمل الحيلة لذلك ، وأدخله على المعتضد ، فدخل عليه وكان من كلامه معه أن قال له :
يا أمير المؤمنين! إني أخاف من أن تضطرب العامة ويكون منها حركة عند سماعها هذا الكتاب!
قال : إن تحرّكت العامة أو نطقت سأضع فيها سيفي!
قال : يا أمير المؤمنين! إنّ في هذا الكتاب إطراءً على الطالبيين ، وها هم في كل ناحية يخرجون! فإذا سمعوا هذا كانوا أبسط ألسنة وأثبت حجةً منهم اليوم! وإذا سمع الناس هذا كانوا أميل إليهم لمآثرهم ولقرابتهم من الرسول صلىاللهعليهوآله.
ففتّ هذا المفتي في عضد المعتضد ، وقضى هذا القاضي على قناعته بصحة قضاء جدّه المأمون ، وخيّب أمله في إحياء كتابه وتجديد عمله ، فأمسك المعتضد عن جوابه ولم يأمر فيه بشيء (١)!
وكان قد شاع في الناس أنّ المعتضد أمر بإنشاء كتاب بلعن معاوية وأنه سيُقرأ على منبر الجمعة بعد صلاة الجمعة الحادي عشر من جمادى الآخرة ، فاجتمعوا لصلاة الجمعة وبعدها بادروا إلى صوب مقصورة الجامع ليسمعوا الكتاب ، فلم يُقرأ (٢)!
وحاولوا القبض على الوكلاء :
ورُفع تقرير إلى الوزير عبيد الله بن سليمان سمّوا له فيه جميع وكلاء الناحية المقدّسة وأنهم يجبون له الأموال ، فرفعه الوزير إلى المعتضد فقال له :
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ٥٤ ـ ٦٣.
(٢) تاريخ الطبري ٨ : ٥٤.