إنك تحتاج إليه في سنة (إحدى) وثمانين ومئتين ، وأُرسل إليه بالكفن في السنة نفسها ومات بعد ذلك بشهر أو شهرين (١).
وكأنّ حالة التقية كانت قد أبقت بعض الشيعة لا يعلم إلى من يفزع في مذهبه بل حتى لا يعرف إمام زمانه معرفة تامة ، منهم : أحمد بن إبراهيم قال : في سنة (٢٨٢ ه) حججت وكان قد تعرّف على الهادي عليهالسلام وأُخته حكيمة بنت الجواد عليهالسلام ، فدخل عليها وكلّمها من وراء الحجاب ، قال : سألتها عن دينها ، فسمّت لي من تأتمّ به حتى ذكرت ابن أخيها الحسن العسكري عليهالسلام ثمّ سمّت ابنه. فقلت لها : سميتيه معاينة أو خبراً؟ قالت : بل كتب به أبو محمد (العسكري عليهالسلام) إلى أُمه. قلت : فأين هذا المولود؟ قالت : مستور. قلت : فإلى من تفزع الشيعة؟ قالت : إلى أُمّ أبي محمد (العسكري جدّة الحجة عليهالسلام فقلت : فهل هو أوصى إلى امرأة)؟! قالت : نعم.
فقلت لها : أفأقتدي بمن وصيّته إلى امرأة؟!
قالت : نعم ، اقتداءً بالحسين بن علي عليهالسلام ، فإنه في الظاهر أوصى إلى أُخته زينب بنت علي بن أبي طالب ، فكان ما يخرج من علم عن علي بن الحسين يُنسب إلى زينب بنت علي ، تستّراً على علي بن الحسين. ثمّ قالت : أنتم قوم أصحاب أخبار ، أما رُويتم أن التاسع من وُلد الحسين عليهالسلام يُقسّم ميراثه وهو في الحياة (٢)؟!
الأسرى المسلمون والروم :
أجمل القول المسعودي قال : في شعبان من سنة (٢٨٣ ه) كان افتداء الأسرى بين المسلمين والرومان (٣).
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥٢٤ ، الحديث ٢٧ وكمال الدين : ٥٠١ ، الحديث ٢٦.
(٢) كمال الدين : ٥٠١ ، الحديث ٢٧.
(٣) مروج الذهب ٤ : ١٦٩ ـ ١٧٠.